جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
24-10-16 06:28
عند التعريف بخالد المسلم ضيف «ذكريات» لهذا الأسبوع، فإن الأمر يتطلب التطرّق إلى العديد من الأمور، فهو من جهة عضو مجلس شورى، ومن جهة أخرى له باع طويل في مجال الدبلوماسية، إذ أنه أحد أوائل الدبلوماسيين في البحرين، وكان سفيرًا للبحرين في عدد من الدولة الخليجية والعربية، وفي دول مختلفة من العالم، ناهيك عن عمله بمكتب وزير الخارجية، كما أن له دورًا مؤثرًا خلال مشاركاته في المؤتمرات المهمة.
كما أن له تجربة واسعة سبقت مجلس الشورى والسلك الدبلومسي، وهي تجربة التدريس، إذ بدأ المسلم حياته المهنية كمدرس بمدرسة راس رمان لمدة 7 أعوام، فيما لعب القدر دورًا في عمله في السلك الدبلوماسي، في الوقت الذي كان متوجهًا للعمل في وزارة المالية!
يقول خالد بن محمد بن جبر المسلم لـ«ذكريات» لتعسّر أمي خلال ولادتي، أبصرت النور في المستشفى الأمريكي في المنامة، وكان ذلك في العام 1946 وفق التحويل الذي قمت به للتاريخ الهجري المدون في شهادة ميلادي الصادرة من المستشفى.
وحين قدمت للحياة كان ترتيبي الثالث بين أشقائي «ناصر وصالح»، وشقيقاتي الثلاث. وفي منزل جدي الكبير الواقع في الحد والمذكور في مجلد دليل الخليج نشأت مع أعمامي عيسى، سيف، سلمان، مهنى، عبدالعزيز، خليفة وعبدالله وأطفالهم الذين يفوق عددهم الأربعين طفلاً. وكان جدي نوخدة يملك 70 سفينة للغوص، ومارس وأبي ذات المهنة. وعلى الرغم من أن منزلنا في الحد، والتي كان عدد منازلها لا يتجاوز 60 منزلاً، إلا أن أم الحصم كانت مسكننا خلال فترة الصيف، إذ كنا نصيّف في مزرعتنا هناك، والواقعة قرب مركز شرطة أم الحصم اليوم، ننعم بنسيم المزارع الأخاذة؛ هربًا من الحر القائض إلى أحضان الطبيعة.
«النامليت والجاكليت»
في طفولتي، كان لشهر رمضان المبارك طعم خاص، إذ كان مجلسنا عامرًا بسِفر الفطور الرمضانية كل يوم، يقصدها كل محتاج، ناهيك عن أن زوارنا من قطر يسكنون في مجلسنا خلال زيارتهم لنا، حيث لم تكن توجد الفنادق، فكان مجلسنا مفتوح دائمًا وموزود بالضيافة.
وكان لدينا في المنزل طباخين يطبخون الأكلات الشعبية من «الثريد والهريس»، والقهوة، وتشرف عليهم امرأة اسمها رقية، وبعد الفطور نتجه مع أطفال الحي لممارسة الألعاب الشعبية في «سكيك» الحي ك «الصعقير»، «الثعلب فات فات»، والكثير من الألعاب المسلية. وخلال العيد فأن أعلى مبلغ قد أحصل عليه هو «روبيه» ويمكن لهذا المبلغ أن يشعل فرحة عامرة في قلبي، إذ أنني سأتمكن من شراء عدد كبير من «النامليت والجاكليت» وغيرهما.
تعلمت القرآن الكريم على يد المطوعة عايشة، برفقة بنات وأولاد الحي. وحين بلغت السادسة من عمري، ألتحقت بالتعليم النظامي على مقاعد مدرسة الحد الجنوبية للبنين، تتلمذت فيها على يد ثلة من الأستاذة الأفاضل أمثال الأستاذ عتيق سعيد، الأستاذ يوسف الانصاري، الأستاذ عبدالله عباس، الأستاذ عبدالعزيز بوعلي، فيما كان مدير المدرسة الأستاذ محمد حسين.
مقال هيكل
وللتهرب من مادة الحساب، دخلت في الانشطة المدرسية، من مسرح وأنشطة رياضية كالألعاب السويدية وكرة القدم، وبعيد ستة أعوام من الدراسة في المرحلة الإبتدائية انتقلت إلى مدرسة الهداية في المرحلة الإعدادية، وكان معي من الطلبة حينها سلمان بن هندي، علي عبدالغفار، محمد حسن ياسر المسلم وعيسى حاجي وآخرين، درسنا فيها على يد خيرة الاساتذة ومن بينهم الأستاذ عبدالله فرج المدير، الأستاذ عبدالحميد المحادين، الأستاذ سليم المحادين، الأستاذ رزبه والأستاذ سلمان الجودر.
وفي هذه المرحلة انضممت إلى نادي النهضة بالحد، حيث كنا نقيم المباريات الرياضية، ونتابع الصحف العربية كصحيفة الأهرام، النهار، الحياة اللبنانية، روزاليوسف، المصور، كما نستمع إلى مقالة الكاتب المعروف حسنين هيكل يوم الجمعة على الإذاعة.
وكالكثيرين ممكن هم في جيلي، كنت استمتع مع أترابي بقطف «الكنار، والصبار» من البستانين كبستان سيادي، وأخذ الأسماك من الحضرة في البحر، الأمر الذي كان يثير غضب العاملين في المزارع والحضرة.
ألفاظ جريئة
وفي المرحلة الثانوية التحقت بمدرسة المنامة الثانوية، ودرست تخصصَ الأدبي، حينها تعرفت عبر المدرسة التي كانت تحتوي على طلبة من جميع مناطق البحرين (تعرفت) على ثقافات وأنماط جديدة في الحياة والسلوكيات واللهجات، فتفاجأت بأن هناك من الطلبة من يتلفظ بألفاظ جرئية كأمر اعتيادي، وبقدوم طلبة آخرون بسياراتهم للمدرسة، في الوقت الذي كنت فيه أذهب لها عبر باص الوزارة الخشبي، وكان أكثر الطلبة هدوءًا حينها هم أبناء الحد وسترة، لانعزالهم النسبي عن بقية البحرين في ذلك الوقت، كما كان في المدرسة طلبة من الإمارات. وكان يدير المدرسة الأستاذ الفاضل عبدالملك الحمر، وكان النظام وقتها أن يدرس الطالب عامين في المرحلة الثانوية، فيما يكمل التوجيهي في القاهرة أو بيروت، لكنني وللأسف لم أتمكن من الذهاب لأي منهما، لرفض أبي سفري إلى هناك، معللاً ذلك بأن شقيقي سبق وتخرّج من الجامعة الأمريكية ببيروت وليس هناك داعٍ أن أذهب أنا أيضًا، سيما وأن هذه الجامعات مختلطة بين الأناث والذكور، الأمر الذي رفضه أبي، فاتجهت إلى العمل، كلي أمل بأن أحقق حلمَ إكمال دراستي في وقت لاحق.
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|