صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 19 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

30-01-17 06:04

تعلمون كيف تتم عملية استشهاد وطن؟ عملية ليست صعبة أبداً، ولنبتعد عن ضرب الأمثلة بأطراف في الخليج العربي أو الوطن العربي بكامله، فقط لنذهب إلى وطن بعيد، هناك بعيد جدّاً، ولنقرأ كيف حدث استشهاد الوطن؟

يُحكى أنّ بنيامين ومايكل كانا صديقين، فدخل بينهما جيمي وبني وسوني، وبدأ هؤلاء الثلاثة بالتّحدث عن مايكل أمام بنيامين، على أنّه السبب في شقائهم وأنّه لا يُخطّط بطريقة صحيحة وأنّه يلتفت إلى الملذّات وينسى الأولويات.

من ناحية أخرى التف على بنيامين 3 أشخاص أيضاً، راحيل وسام وسارة، وكما حدث مع مايكل حدث مع بنيامين، بدأ هؤلاء الثلاثة بالعمل على تفكيك العلاقة الطيّبة بينهما، عن طريق نقد مايكل بطريقة غير مباشرة، وعن طريق مدح بنيامين وإعلاء شأنه.

بعد أن فاق الغضب كلا الاثنين لأنّ بنيامين استفاد كثيراً من مايكل، ومايكل لم يستفد من بنيامين، وبعد اشعال الفتنة بينهما، قام بنيامين بالتوجّه إلى مايكل معترضاً على ما يصنعه، فقام مايكل بالرد على بنيامين، فقام بنيامين بضرب مايكل، فواجهه مايكل بضربة أشد.

أوتعلمون انتهت القصّة ولم ينته الضرب بين الاثنين، لأنّ أصدقاء مايكل وبنيامين لم يسعوا في خير ولم يعدّلوا العلاقة، بل قاموا بتفتيت العلاقة وزيادة وقود نار الغضب، ممّا أدّى إلى شحنهما وإبعادهما عن بعضهما البعض، ومن ثم حمل مشاعر الكراهية لبعضهما البعض أيضاً.

ماذا لو انتهت القصّة بدخول روبرت على بنيامين ومايكل، وإقناعهما بأنّ الضرب الذي يضربان به بعضهما ليس في صالحهما، وأنّ معرفة أسباب المشكلة سيحلّها وسيرجعان أصدقاء كما كانا، وأنّ تكون النهاية المصالحة والتوافق والتعايش مع بعضهما، أليس الأمر أفضل بكثير من الاقتتال والضرب؟

استشهاد الوطن يتم بهذه الطريقة، عندما لا نحل مشاكلنا، وعندما لا نسعى إلى الحوار والمصالحة والتوافق، وعندما لا نستمع لصوت الأخيار المصلحين مثل روبرت في قصّة مايكل وبنيامين، وعندما تأخذنا جميعاً العزّة بالإثم لأنّ الوطن ليس في الحسبان، لأنّه في آخر الأجندات، فالمستفيد يضرب في الجميع.

لا نريد أن يستشهد وطن، نما فيه الحب والتعايش، لا نريد استشهاد وطن نما فيه بناء الدولة وتقدّم البنى، لا نريد استشهاد وطن عمل فيه الجميع من أجل إعلائه ورفعته، لأنّ الخسران في النهاية للجميع بلا منازع.

في قصّة بنيامين ومايكل، نحتاج إلى بطل يحبّه الجميع ويحترمه، مثل روبرت الذي وفّق بينهما، بطل يحب الخير للاثنين، لا واحد أكثر من الثاني، حتىّ لا تنتهي القصّة بتراجيديا مؤلمة لا تخدم أحد، البطل في القصّة (روبرت) كان واضحاً وصادقاً، وتفاوض معهما بالطريقة الصحيحة، فهل نجده في أرض الواقع؟ نعم هناك ذلك المخلص المتفاوض الذكي الذي يريد الخير للجميع، لعلمه ويقينه بأنّ الخير هو ما يُبقي الأمم.



تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 6395



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
2.00/10 (75 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى