الألعاب الرياضية أنواع كثيرة، لكننا وكثير من شعوب العالم لا نتابع ولا نشاهد إلا مباريات كرة القدم، فنحن مدمنو كرة قدم حتى النخاع..
في كل بيت الشجار مع الأولاد متواصل، والسبب أن رب الأسرة يريد سماع نشرات الأخبار من التلفزيون، وهم مصرون على تعكير مزاجه بتوجيه التلفزيون إلى المحطات الرياضية التي تنقل مباريات كرة القدم الدولية والعربية والخليجية أولاً بأول.
وعندما أذهب إلى البر هذه الأيام فإن شباب العائلة يصرون على متابعة المباريات، ولا حديث عندهم إلا عن اللاعب ميسي أو كريستيانو رونالدو وأهدافهم في هذه المباريات.. ونجلس نحن الكبار في انتظار مناقشاتهم و(معاياتهم) التي لا تنتهي ونخسر نحن مشاهدة الأخبار والمسلسلات التلفزيونية.
ولا أدري إن كان المسؤولون عن الكرة في البلاد العربية كانوا يدركون أن الأيام الماضية هي أيام امتحانات منتصف الفصل الدراسي، وأن هذه المباريات التي لا تنتهي تؤثر على استعدادات الطلبة لها وأوقات مذاكرتهم، فتضعف درجاتهم الدراسية بسبب الانشغال بهذه المباريات.. وكان بإمكان هؤلاء المسؤولين تأجيل هذه المباريات إلى إجازة نصف السنة أو ما تعرف بعطلة الربيع حتى يتمتع الجميع بمشاهدتها دون قلق أو توتر أو مشاكل.
والحقيقة أن إدمان المباريات ليس مقصورًا على الطلبة أو الفقراء (الكحيانين) من أمثالنا ولكنه مرض وإدمان ابتلي به الجميع من كبار القوم وعليتهم حتى أدناهم، وأذكر قبل سنوات كيف أننا شاهدنا على شاشات التلفزيون كدمات على وجه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بسبب أنه أصيب بإغماءة خفيفة وهو يشاهد مباراة لكرة القدم.
ويا ليت تلف الأعصاب من مشاهدة كرة القدم قد أسرنا وأفرحنا نحن البحرينيين، لكن المصيبة أننا لا نحقق إلا النتائج المخيبة للآمال في المحافل الكروية.. فنحن دائمًا في (التوش) أو قريبًا منه، فلماذا إذا حرقة الأعصاب وقبله إرهاق الميزانيات.
وأقول: مادمنا لا نحقق نتائج مشرفة في الألعاب الجماعية فلماذا لا نركز على الألعاب الفردية التي تحقق جوائز ذهبية وفضية وبرونزية.. وأعتقد أن المسؤولين عن الرياضة عندنا قد أدركوا مؤخرًا فوائد هذا التوجه بدليل النتائج المشرفة التي حققتها بعض المتسابقات البحرينيات.
أليس ذلك أجدى لنا وأنفع من الجري وراء كرة القدم التي لا نعرف حتى الآن كيف ندخلها في المرمى ونهز بها الشباك؟!!