(حطيت الأجرب لي لي خوي مباري نعم الصديق)
02-06-14 02:36
الحد - الايام :
قالت الباحثة بمتحف البحرين الوطنى وعضو جمعية تاريخ وآثار وتراث البحرين ليلى محمد الحدي إن الحديث عن السيف في التاريخ العربي الإسلامي رمز للعزة والكرامة ورمز للعدل وللحق وأن السلاح ليس للاستعلاء في الأرض ولا وسيلة للتسلط على الآخرين والتعدي على حقوقهم وإنما هو عدة المؤمنين لمواجة أعداء الله والإنسانية، مشيرة إلى أن أغلب دول العام تحتفي باليوم العالمي للمتاحف كل عام بنهاية شهر مايو، وبحسب مجلس المتاحف فإن الغاية من هذه المناسبة هي: روابط تخلقها مجموعات متحفية، والسيوف تعتبر من المقتنيات نتمنى من الجمعيات المهتمة بتراث وآثار البحرين أن تستقطبها وإقامة معارض إلى جانب المحاضرات.
جاء ذلك خلال المحاضرة التى نظمتها جمعية تاريخ وآثار البحرين في اختتام موسمها الثقافى رقم 60 تحت عنوان (لماذا احتفظ السيف بأسطوريته لدى الشعوب «السيف الأجرب نموذجاً»)، للباحثة البحرينية ليلى محمد الحدي عضو جمعية تاريخ وآثار وتراث البحرين بحضور عضو مجلس الشورى خليل الذوادي وعضو مجلس النواب عبداللة الدوسري ورئيس مجلس إدارة تاريخ وآثار البحرين د.عيسى أمين وجمهور من المهتمين والباحثين في التاريخ والآثار والتراث عدد من أعضاء مؤسسات المجتمع المدني.
وأضافت الباحثة الحدي وبهذه المناسبة نرفع التهنئة الى القيادة والحكومة والى الجهات الرسمية والخاصة بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف ومحاضرتنا اليوم تعتبر جزءاً من هذه المجموعات التى تخلقها الروابط المتحفية إتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف من التواصل مع العامة وتنبههم للتحديات التي تواجه المتاحفة إذا ما أصبحت -حسب تعريف المجلس العالمي للمتاحف- مؤسسات في خدمة المجتمع وفي تطوره.
وقالت الحدي إن السيف الإسلامى ولازال علماً شامخاً يبرهن على تقدم الأمة الإسلامية في مجال صناعة الأسلحة وخلائط المعادن وقد جرت في العصر الحديث التقنية العالية محاولات عديدة من جانب علماء الغرب للكشف عن أسرار صناعة النصول الإسلامية وطرق تعدينها وانفردت البحرين عن غيرها ببعض المميزات من أهمها ظاهرة الجوهر الذي أطلق عليه ماء السيف والأثر وغيرها من التسميات.
واستعرضت الباحثة ليلى الحدي محاضرتها (لماذا احتفظ السيف بأسطوريته لدى الشعوب السيف الأجرب نموذجاً) وقالت إنها عندما كانت في مؤتمر علمي قدمت ورقة عن السيف عبر التاريخ في الرياض وتطرقت في جزئية إلى السيف الأجرب لاحظت بعد انتهاء ورقتها أغلب الباحثين والأكادميين يطلبون ورقتها عن السيف الأجرب والتواصل معها للحصول على مزيد من المعلومات حول هذا السيف التاريخي والتواصل معها وشكرتهم ووعدتهم بالبحث فور عودتها للبحرين وبالمزيد من المعلومات عن السيف الأجرب.
وتابعت الحدي أنها ظلت على مدى ثلاث سنوات تبحث إلى أن حصلت على مجلة الوثيقة بمركز عيسى الثقافي وكتب عن هذا السيف سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة كما قامت بزيارات ميدانية واستطاعت عن طريق أبناء المرحومة الشيخة دولة بنت علي أحمد الغتم حفيدة الشيخ أحمد بن خليفة الغتم عن بعض المعلومات المطابقة لما نشرته مجلة الوثيقة، مؤكدة أنه نظراً لندرة المصادر والمراجع كما اعتمدت على ما نشرته بعض سائل الإعلام عن السيف الأجرب وقصة وصول هذا السيف إلى يد المغفور له الشيخ عيسى بن على حالكم البحرين.
وأوضحت الحدي أنه عند زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للبحرين في شهر ابريل 2010 للبحرين، كان «السيف الأجرب» ملمحًا بارزًا لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبحرين، عندما لخّصت بكل الصدق والشفافية قصة العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الجارين، والأسرتين المالكتين السعودية والبحرينية، بعد أن عاد هذا السيف العتيق إلى غمده، وعادت الأمانة إلى أصحابها بتسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المنامة هذا السيف من أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تكريمًا له بمناسبة زيارته التاريخية لبلده الثاني البحرين. فقد روت تلك الملحمة الخالدة تاريخًا مجيدًا.
وبيَّنت الباحثة ليلى الحدي أن السيف الأجرب يعد من السيوف المهمة التي استخدمت في تاريخ الدولة السعودية وهو يعود للإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية (توفي 1249هـ) ولقب السيف بالأجرب على ما يبدو نظرًا لوجود صدأ بائن عليه.
وتابعت الحدي أنه نظراً ولأهمية هذا السيف باعتباره سيف مؤسس الدولة السعودية الثانية وارتباطه ببطولات صاحبه الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود فإن الأسرة المالكة اعتنت به عناية خاصة. ولقد وردت روايات كثيرة في انتقال السيف (الأجرب) إلى البحرين.
واختتمت الحدي محاضرتها أن هذا السيف الأجرب يحكى قصة نضال وكفاح ويحكي تاريخ كما كانت هناك قصيدة للإشارة للسيف الأجرب الذي ذكره الإمام تركي بأنه «الخوي» أي الصاحب الذي كان معه عند تحقيق البطولات التاريخية (حطيت الأجرب لي لي خوي مباري نعم الصديق) ثم تطرقت إلى المعتقد الشعبي في السيف).