صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الأربعاء 4 ديسمبر 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
اخبار بحرينية
اليوم الوطني و النهضة المستدامة
اليوم الوطني و النهضة المستدامة
24-09-13 01:37
كتب :محمد شحات عبدالغني - بنا :

تنبني نهضة الأمم على عاملين لا ثالث لهما، رؤية وعقيدة تحكمها وترسم حدود العلاقة بين مكونات المجتمع وبعضه وتصيغ إرادتهم، ورجال أشداء قادرون على الفعل والإنجاز رغم ما قد يعترضهم من عقبات وعراقيل.. وتقدم المملكة العربية السعودية، وهي تحتفي بيومها الوطني يوم غد الاثنين نموذجا للدول التي استطاعت في فترة وجيزة تحقيق ما حققته دول كبرى في عقود وربما قرون .
ويعزو المتخصصون في دراسة تاريخ الشعوب وبروز الأمم هذا الصعود الثابت للمملكة السعودية إلى مصاف الدول الإقليمية الكبرى إلى عاملين لم يتوفرا إلا لدول معدودة في تاريخ العالم المعاصر، عقيدة راسخة قوامها دين الله الإسلام ورجال رجحاء العقل كانوا ولا زالوا على مستوى عال من الالتزام مكنهم من الصمود في وجه أعتى التحديات التي يمكن أن تمر بدولة أو منطقة ما.

وقد لا يتسع المجال هنا لذكر حجم الإنجازات المادية والإنسانية التي توفرت للمملكة العربية السعودية على مدار العقود الأخيرة، والتي لم تقتصر على حدود الدولة السعودية فحسب، ونَعِم بها مواطنوها والمقيمون فوق أراضيها، وإنما شملت حزام جيرانها القريبين والبعيدين على السواء في الخليج وعالمنا العربي والإسلامي وكذلك العالمي..

لكن من المهم الإشارة إلى دلالات هذه الإنجازات العديدة والمتصاعدة للمملكة السعودية، وما أفرزته من توجهات كانت لها انعكاساتها على الدور الذي تقوم به الرياض حاليا ومنذ عقود في المحافل المختلفة والمكانة التي باتت تتمتع بها على المستويين العربي والعالمي.

فمن ناحية لا يمكن إغفال حقيقة أن حفظ المولى عز وجل للمملكة العربية السعودية جاء من عنايتها بخدمة كتابه ورعاية حفظته والقائمين عليه ودورها الممتد واللامحدود في رفع شأن الإسلام والمسلمين في العالم أجمع والاهتمام بقضاياهم والقيام بمسؤولياتها تجاههم كقبلة للمسلمين فضلا عن الذود عنهم في وجه ما قد يتعرضون له من تحديات في مناطق العالم المختلفة..

ولعل الأمثلة الدالة على هذا المعنى كثيرة وواضحة، لكن يمكن الاكتفاء هنا بالإشارة إلى الدور السعودي في القيام بإعلاء كلمة التوحيد عبر حفظ كتابه ونشره وتوزيعه بمختلف إصداراته ورواياته على المسلمين في شتى أنحاء الأرض وترجمة معانيه إلى كثير من اللغات العالمية، وهي الرسالة التي أولت القيادات السعودية على نفسها القيام بها..

ولا شك أن لهذه المهمة في حفظ كتاب الله عز وجل دورها الذي لا ينكر في تثبيت دعائم دولة الإسلام في الداخل السعودي ومن ثم نجاح الرياض المبهر الذي حققته في الكثير من المجالات والقطاعات، حيث لا يخفى هنا أن الرؤية الحاكمة للدولة السعودية تنطلق وتستند إلى ثوابت الدين والشرع التي خطها المولى تبارك وتعالى في كتابه الكريم.

والمعروف أن السعودية ومن خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وبالتحديد منذ العام 1984، قامت بتوزيع عشرات الملايين من نسخ القرآن الكريم إلى شتى أرجاء المعمورة، ما عكس تمسكها بكتاب الله وسنة نبيه، كما زاد عدد النسخ الموزعة على حجاج بيت الله حتى رمضان 1434 ه على 37 مليون نسخة منها أكثر من 32 مليون نسخة من المصاحف، وأكثر من 5 مليون نسخة من الترجمات، وأكثر من 400 ألف نسخة من الأجزاء، وأكثر من 3 آلاف نسخة من التسجيلات.

وواقع الأمر أن هذا الاهتمام الفائق بكتاب الله الكريم، طباعة وترجمة لمعانيه وتوزيعا، يمثل أحد أبرز الأسس التي انبنت عليها نهضة المملكة العربية السعودية، إذ إن الجهود التي بُذلت في هذا الشأن إنما تأتي تتويجا لجهود الإتقان والحرفية التي تحاول المملكة إدماجها في قيم المجتمع وعمل مؤسساته ومنظماته، الرسمية منها وغير ذلك، والمطلع على نظام العمل ودورة الإتقان التي تتم داخل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يمكن أن يستخلص هذه النتيجة..

كما أن هذا الاهتمام أيضا بكتاب الله لهو خير دليل على ما بذلته وتبذله المملكة السعودية من جهود خيرة ومتواصلة في إطار حرصها الكبير لحماية الإسلام والمسلمين والحفاظ على وحدة صفهم، وهو ما كان له بالغ الأثر في حفظ مكانتها في نفوس المسلمين كافة، ولا يستطيع أي مراقب دقيق سوى قراءة النتائج المحققة في الكثير من القطاعات ومؤشرات الإنجاز التي شملت كل مجالات العمل العام والخاص، وكفلت في الحقيقة للمملكة العربية السعودية تبوء هذه المكانة السامية لدى دول العالم أجمع..

وإذا كانت المملكة العربية السعودية ومنذ تاريخ إنشائها في عهد مؤسسها الأول الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، قد أقامت قدر استطاعتها شرع الله وحافظت على مقومات القوة التي وهبها الله إياها، سيما منها الدينية والاقتصادية، فإنها لم تألو جهدا في تعظيم هذه المقومات والاستفادة منها أقصى استفادة ممكنة، وهو ما ضمن لها تحقيق العديد من المكتسبات الوطنية، وجعلها منارة ترنو إليها شعوب المنطقة ودول العالم.

وهنا يبرز الركن الثاني من أركان النهضة الوطنية الشاملة التي حققتها المملكة العربية السعودية، فإذا كانت هناك عقيدة تحكم ورؤية شاملة تصيغ وترسم، فإن الأمر بحاجة إلى إرادة فاعلة وكفؤة تدير وتنفذ، وهو ركن يظهر جليا عند تتبع سير سلسلة القادة العظماء الذين تولوا الحكم في الشقيقة الكبرى منذ تاريخ نشأتها الأولى وحتى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سدة الأمر..

وللتدليل على هذا المعنى، يمكن القول إنه من غير الممكن تحقيق أي تقدم أو توظيف لموارد الدولة والاستفادة بمقومات القوة التي حباها الله بها، دون أن يكون هناك وراء ذلك رجال أكفاء يقومون على الأمر غايتهم الارتقاء بوطنهم وجعله شامخ الرأس مرفوع الهامة بين عمالقة العالم، حيث تعد المملكة العربية السعودية الآن من بين القوى العشرين الأكثر تأثيرا في العالم، وهي محط أنظار دوائر وأوساط الاقتصاد الدولي باعتبارها المحرك الأكبر لعصبه والحافظة لاستقراره.

كما تبرز هنا جهود القيادة السعودية عامة ودور خادم الحرمين الشريفين بشكل خاص باعتباره أحد أبرز الدعاة للسلم والتعايش والحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، وجهوده المتواصلة للإعلاء من القيم الإنسانية العليا، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والحفاظ على استقرار المنطقة التي تعد من أكثر بؤر التوتر سخونة والتهابا في العالم، هذا فضلا عن دعوته للاتحاد داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي للوصول إلى غاية شعوب ودول المنطقة في التكامل الإقليمي الشامل.

وإذا كانت مثل هذه الجهود تحققت بفضل رؤية القيادة السعودية السديدة على المستويين العالمي والإقليمي، فإنها لم تقتصر على جانبها الإقليمي والعالمي وحسب، وإنما شملت أيضا الداخل السعودي ذاته، الذي شهد العديد من التطورات والمبادرات والمشروعات التي استهدفت إحداث نقلة نوعية في حياة المواطن السعودي باعتباره الثروة الحقيقية للمملكة السعودية من حيث الإعداد والتأهيل ومن ثم الرفاهة، وبدا أن جل اهتمام القيادة السعودية انصب على تطوير هذا المورد البشري المهم ورفع مستواه المعيشي والاجتماعي باعتباره أداة وغاية التنمية المنشودة.

وفي سبيلها إلى ذلك، نجحت المملكة العربية السعودية في تنويع وزيادة إيراداتها النفطية، ولم تبخل في توجيه النفقات اللازمة لأوجه الرعاية الاجتماعية المختلفة من صحة وسكن ورعاية اجتماعية وتعليم، بل ويمكن القول أن السعودية كفلت لمواطنيها أعلى مستوى من التعليم الذي يمكن توفيره بالمنطقة، حيث صروح العلم المختلفة وبعثات التعليم الخارجية، التي وفرت للدولة الكفاءات الوطنية الضرورية لقيادة مؤسسات العمل والإنتاج المختلفة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1018


خدمات المحتوى



تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى