صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 21 نوفمبر 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

07-11-14 03:09

تعيش سلطنة عمان الشقيقة حزناً عميقاً في ذكرى العيد الوطني العماني هذا العام، فلأوّل مرة منذ ما يقارب 44 عاماً، يغيب السلطان قابوس بن سعيد البوسعيدي عن مراسم الاحتفال، حيث يتعالج في أحد مستشفيات ألمانيا، شافاه الله وحفظه من كل سوء.

يبكي العمانيون قابوسا، وهم لا يعلمون ما ألمَّ به، فالإشاعات تذهب يمنة ويسرة، ولكن في النهاية السلطان يتعافى هذه الأيام، وقد زفّ الديوان العماني للشعب نبأ تعافيه، ولكن مهما جاءت الأنباء، فالشعب يحبّ سلطانه حتى النخاع، لا شكّ في ذلك، ويفديه قبل الوطن بالروح والجسد، فمن هو هذا السلطان الذي يحبّه شعبه إلى هذا الحد؟

السلطان قابوس هو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد، وينحدر من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول، وهو صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب، الذين هم على قيد الحياة حالياً. وهو الذي حفظ عمان من الدمار، عندما أزاح والده، ووقف بجانب الشعب يعطيهم ليعطوه.

لم يكل ولم يمل، بل أصبحت عُمان الفقيرة إحدى الدول الغنية المثيرة، وأصبح العمانيون ينعمون بالخير والعلم، فهذا السلطان الأسمر معروف عنه شغفه بالثقافة والأدب، ولم يبخل على شعبه بأي شيء، بل عزّز كرامتهم ورفع من شأنهم، ومزجهم جميعاً في بوتقة واحدة، فالعماني الأباظي والسنّي والشيعي في حب الوطن والمواطنين والسلطان «واحد».

حرقة القلب ودمعة العين على قابوس ثمينة، فالجميع يدعو له بالشفاء، والكل يحزن من أجل رجوعه سالماً غانماً، لأنّه رمز للعزّة والكرامة في بقاع عمان، ولا نجد عمانياً واحداً يرفض هذا الكلام أو يندّد به، فهو ذلك الحاكم الذي لم يكن يتكلم كثيراً، ولكنه بالطبع كان يترجم كلماته القليل لفعل عظيم لأهل جلدته دون استثناء.

وقد علّمتنا الحياة بأنّ القلب لا يحترق وأنّ العين لا تدمع على حاكم بعيد عن شعبه، متنعّم في الخيرات دونهم، بل إنّ الألم يعتصر قلب الشعب من أجل الحاكم العادل، ويكفينا في قابوس مثالاً، الذي حوّل عمان الشقيقة إلى جنّة خضراء، فأصبح القاصي والداني يشتاق لرؤيتها، وأصبح العلم قُبلة للجميع داخلها.

كثيرون ينتظرون عودة سلطان عمان إلى عمان. فهو خير سندٍ لشعبه، ووطنه مشتاق لعودته ويظهر الصغير قبل الكبير رضاه عنه، وما هذه الأحزان التي تكتنف الجميع اليوم إلاّ دليل حبٍّ عميق رسّخه بوطنيّته وحبّه لهم، فقد أعطى وجنى، وما ندعو له إلاّ بالشفاء والرجوع العاجل إلى بلده.

ليس هناك أحدٌ خالداً، بل كلّنا فانون ذاهبون، ومن يعمل بصدق ويحكم بعدل، لا تنساه البشرية جمعاء، لأنّ العدل هو أساس كل شيء في هذه الدنيا.
وجمعة مباركة.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1164



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
7.58/10 (10 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى