جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
07-11-14 03:08
إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، إلى حاضنة الكعبة، إلى الأرض المباركة بشعبها، نقول لكم الفتنة أشد من القتل، وما حدث في يوم الاثنين (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، من قتل لـ 8 أشخاص وإصابة 12، أثناء مشاركتهم بمراسم عاشوراء، في قرية الدالوة بمنطقة الاحساء، إلاّ تعدياً صارخاً على معتقدات الناس، في غفلةٍ من قبل البعض عن سيرة محمّد (ص)، الذي لم يمس طقوس أحد ولا شعائره، ونعم لا تنسوا الفتنة، تلك التي تدمّر الأمم أمامكم ومن حولكم!
لقد وصف الشيخ سلمان العودة في حسابه على «تويتر» هذه الحادثة، بالجريمة المدانة لدى جميع العقلاء أياً كان مصدرها وباعثها، وكذلك استطرد في القول: «الحديث عن تفصيلاتها مرهون بتوفّر معلومات صحيحة»!
ونحن جميعاً نستنكر هذه التصرّفات الطائشة من قبل البعض، ولا ندري ماذا يثبت، فهل يثبت قوّة جماعته؟ وهل هو يرد ما يراه باطلاً بيديه؟ وما هي تبعات هذا التصرف؟ وهل فكّر في الفتنة؟ وهل إبادة من يخالفنا في العقيدة وترويعهم وتخويفهم، هو التصرّف الصحيح يا ترى؟
لقد ضقنا ذرعاً من هؤلاء الطائشين، فلقد وصل الأمر مداه، وتعرّض الناس للقتل، أحدهم كان أباً وآخر كان أخاً، والبعض كان ابناً، فإلى من المشتكى إذا كانت لغة الغاب هي محور الحياة في هذه الأيام؟
والسؤال كذلك: لماذا هذا الكره على الطائفة الشيعية؟ هل نحن أفضل منهم؟ هل نأخذ بجملة نتغدّى بهم قبل أن يتعشوا بنا؟ هل نحن فعلاً خائفون من المد الصفوي؟ هي أسئلة تُطرح من قبل العقلاء من أهل السنّة الذين لا يريدون الفتن، ويعلمون جيّداً أهمّية التعايش مع الآخرين، وان اختلفت العقائد. وليعلم الجميع بأنّ الولايات المتّحدة الأميركية لم تبلغ هذا المدى من القوّة، إلاّ عندما أبعدت الجميع عن الدين، فأصبح لكلٍ معتقده الذي يمارسه بحرّية، لأنّ نظام التعاقد هو الأفضل في دولة المؤسسات، لا العكس، إذ أننا لسنا مجتمعات همجية، بل نحن مجتمع متحضّر، وما دامت الدولة السعودية أعطت الحق لممارسة الشعائر، فأين رجال الدين حتى يوقفوا هذه المهازل؟
حرّية العقيدة ومحاسبة الأنفس ليست في يد الخلق بل في يد الخالق، وقد يكون مطلق النار شيعي المذهب، لو قدّر الله له إنجابه من بطن أم شيعية، فماذا ستكون ردّة فعله يا تُرى؟ ولو كانت الطائفة الشيعية هي العنصر الكبير في المملكة العربية السعودية، وكانت الحكومة شيعية، فهل سيقبل أهل السنّة إطلاق النار عليهم في شعائرهم وصلواتهم وتجمعاتهم الدينية، أم سيستنكرونها أبد الآبدين؟
لا تضحكوا ولا تفرحوا، فنحن نتوجّس نار الفتنة أمامنا، وما يحدث اليوم قد يقلب موازين كثيرة كانت إيجابية بالنسبة لنا، ودعوا الناس حرّةً في معتقداتها وإن كنتم لا توافقون عليها، فالله خلقنا أحراراً، ولنا عقول تدرك الحق من الباطل لا بسفك الدماء ولا بالقتل البشع، فهل أنتم أفضل من الله ومن نبيّه في محاسبة البشر؟
لا نعلم إلى ماذا ستودي بنا الكراهية والأحقاد على الآخرين، ونحن نعلم بأنّ هناك من يقول «العين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم»، وأن إيران أبادت عرب الأهواز، وأن الحكومات لا تتقدّم على الروافض، ولا توقف المد الصفوي، وعليه فإنّ القتل واجب! ونقول لهم أي جواب هذا ونحن في الألفية، فلنترك عنّا هذا الفكر المتعصّب الذي جلب لنا الدمار، ولننشغل بمحاسبة المفسدين أولى من محاسبة الناس في معتقداتهم، فلقد عاث المفسدون في أرض الخليج فساداً، وأصبح لهم شأن وقوّة، ونحن مشغولون بالاقتتال وبالكراهية لبعضنا البعض.
أفيقوا يا إخوتي يرحمكم الله، فنحن نشاهدكم تتلوّنون بألوان بائسة، ونشهد عليكم ما شهدناه من قبل، في البغض والكراهية، ولا تظنّوا بأنّ ما يحدث هو مجرد أحداث شخصية فردية، بل إنّ ما يحدث هو أوّل انهيار الأمم وانهزامها!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|