جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
05-11-14 03:07
هذه الأيّام الحزينة تذكّرنا بمقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، فبعدما قُتل تمّ قطع رأسه على يد شمر بن ذي الجَوشن «قائد من قوّاد جيش يزيد ابن معاوية». ونتفكّر أي قلوب مسلمة تدّعي الإسلام، تلك التي تقتل حفيد رسول الله (ص) وأبنائه، وسبي نسائه، ومن ثمّ تقديم الرأس إلى يزيد خليفة المسلمين في ذاك الزمان؟ حتّى يفرح باستتباب الحكم له ولأسرته!
ذاك الزمان ولّى، ولكنّه خلّف وراءه إرثاً تعيساً تعاني منه الأمم إلى يومنا هذا، فالاقتتال بيننا وصل أقصاه، وانتشار الفتنة الطائفية بلغت مداها، والقلاقل في ازدياد، والتحريض على إفناء الآخر أصبح من المسلّمات، ولا ندري إن كنا سنعيش زماناً آخر تنتهي فيه كل المعضلات، ولكن للأسف ما نشاهده في الأمة الإسلامية مجرّد أحداث في أحداث، ويا ليت هذه الأحداث مفرحة، بل إنّ الأحداث تزيد كآبةً كلّما مرّ الزمان!
إنّنا نتفاعل كلّما مرّت علينا ذكرى «استشهاد» الحسين ابن علي رضي الله عنهما، فهو منعّمٌ في الجنّة، خالداً في الفردوس الأعلى، عندما ستُحاسب الأنفس على ظلم نفسها، ويفر المرء من أمّه وأبيه وصاحبته وبنيه، عندما تقول النار هل من مزيد.
رحمك الله يا أبا عبدالله، فلقد نشأتَ في بيت رسول الله (ص)، وهل هناك أحسن وأعظم من بيته للتنشئة والتربية؟ ولقد كنت مثالاً في الدين والتديّن، والأخلاق والورع، فأنت ابن مَن وحفيد مَن؟ أنت ابن فاطمة بنت محمد وعليّ ابن أبي طالب رضي الله عنهما، وحفيد محمّد (ص) خير نبي للبشرية وآخرها.
العبرة من سرد مقتل سيد شباب أهل الجنّة، هي العزّة والكرامة والسعي لتحقيق العدالة للجميع، فالحسين سال دمه من أجل كافّة المسلمين، لأنّه لم يقبل بخلافة يزيد بن معاوية، وكان يرفض توريث الحكم حتى لا يكون حصراً على يزيد أو من يأتي من بعده، لكي لا تشقى الأمة، ولكن كان ذلك قدر الله، ولا رادّ لقضاء الله وقدره.
وهيهات منه الذلّة وهو حفيد الرسول (ص)، فلقد شرب منه كأس العزّ والشرف، وعدم التخاذل عند المواقف الصعبة، ففي نظر سيدنا الحسين ابن علي (رض) الاستشهاد أخيَر وأفضل مليون مرّة من الذلّة والتراجع عن المواقف، وهذا هو الدرس الذي يجب أن يتعلّمه عشرات الملايين ممّن يقبلون الذل في حياتهم، ولا يتذوّقون طعم هذه الكرامة.
هناك من يستصغر ويهزأ ويحاول تغيير حقائق التاريخ التي لا تتغيّر، عن المطالب المشروعة التي طالب بها سيدنا الحسين ابن علي (رض)، والتخفيف من عظم مقتل الحسين بقطع رأسه بهذه الطريقة البشعة، وهذا العمل لا يقوم به إلاّ مرتزقة لا دين لهم ولا ضمير، وهؤلاء تجدهم في كل مكان وزمان، وفي ذلك فليتفكّر من له قلب يبصر به بأنّ الظلم وعدم العدل لا يستمرّان أمام ناموس الحياة وعدالة السماء!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|