صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 21 نوفمبر 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

05-11-14 03:03

بعيداً عن موضوع الانتخابات التي تستنزف الوقت قبل الفكر، سنتطرّق اليوم إلى سوء الظن، نعم، سوء الظن وما أدراك ما سوء الظن! ذلك الشعور الذي يشعل نار الفتن ويخترق العلاقات ويشوّهها، بمجرّد تضارب فكر أو تعارض رأي أو حتى عدم إعجاب بكلام شخص أمامك. ولكن ليثق من يسيء الظن بالآخرين، بأنّ هذا الشعور من أسوأ أنواع الشعور التي تعتري الإنسان وتتعبه في حياته، ذلك أنّه يظن ظنّاً أسوداً في الآخر!

للأسف أصبحت كلمة الحق حارقة وصعبة، لا يحتملها الشخص الذي أمامك، فإمّا أن تجاريه في حديثه الذي لا يعجبك، أو يحكم عليك بأنّك إنسانٌ كاره حاقد، وقد تكون أنت تلك الشخصية الكارهة الحاقدة وقد لا تكونها، ولكن ما يهمّنا هو عدم سوء الظن في الآخرين، لما يجلبه هذا السوء من شرخ في العلاقات، وخصوصاً تلك العلاقات الحميمة والعميقة.

إن كلمة الحق قد تكون جارحة اليوم، ولكنّها ستكون واضحة وفي محلّها ولها الأثر الطيّب في يوم من الأيام، وثق بأنّ من يزرع الشوك يحصده لاحقاً، وأنت عندما تبني علاقةً ما مع أحد ( أخ، صديق، جار، زميل، حبيب)، فأنت نفسك مَن تضع حجر أساس العلاقة، وأنتَ الذي تحدّدها إن كانت ستستمر أم لا، فلا تعطِ نفسك الحق لتخطيء على الآخرين سنوات طويلة، ومن ثمّ تريد الآخرين محو تلك السنوات، فيتعاملوا معك كصفحة بيضاء!

هؤلاء عندما تواجههم أو تواجه من يحبّونهم، يقومون بتوجيه أصابع الإتّهام لك، كأن يقولوا لك بأنّك تكرههم، وقد يكون الموضوع بعيداً كلّ البعد عن ذلك، ولكن سوء الظن بك يقف حجر عثرة بينك وبين الأشخاص، وكلّما صمت وخرست أصبحت أنت النظيف الطيّب، وكلّما فتحت فمك ونطقت بتلك الكلمة الصادقة التي لا رياء فيها ولا محاباة، أصبحت أنت العدو الكاره!

قبل أن تسيء الظن في الآخرين، ضع نفسك مكانهم، وانظر كيف هم صبروا على من جرحهم لسنين وسنين عديدة، وكيف بلعوا الضيم من أجلك ومن أجلهم، ومن ثمّ قم بتوجيه اللوم والاتّهام إليهم، فأنتَ تنظر بقلبك وهم ينظرون بعقولهم، وأنت تحاول الموازنة في العلاقة، ولكنّك لا تستطيع في ظل سوء العلاقة وسوء الظن!

وسواءً أساء أحدهم الظنّ بك أم لا، فإن كلمة الحق أولى بأن تُقال، فبعض الناس يعطون لأنفسهم الحق في الاستهزاء بالآخرين وتجريحهم، ولكن ما أن يقوم باتّخاذ موقف، تجد الهجوم عليه كوابل الرصاص، وأوّل الهجوم وأسهله عند الناس هو سوء الظن، فلا ينظرون الحكمة من وراء اتّخاذ الموقف، هذا الموقف الذي يضع الكرامة نصب الأعين، وبالتالي لا يتطاول عليك أحد. وجمعة مباركة في هذه الأيام الحُرُم، وليتقبّل الله طاعة الجميع أينما كانوا وتوجّهوا.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 860



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
6.20/10 (24 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى