جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
05-11-14 02:42
أرسل لنا أحد الاخوة طلباً للكتابة عن حرق مبنى بلدية جدحفص، وسألنا عن رأينا في عمليات الحرق اليومية، وعملية حرق مبنى البلدية بالذّات، وقد أعلمناه برأينا الذي كتبنا عنه مسبقاً، وهو رفض الحرق بكل أنواعه، لما يشكّله من تهديد وخطورة على الجميع، وهذا ليس رفضاً وليد اللحظة بل تطرّقنا إليه مراراً، وطلبنا من الجميع توجيه الشباب إلى عدم حرق الشوارع والطرقات، لأنّ أوّل المتضررين هم من يرتادون تلك الشوارع من أهلنا وإخواننا ومواطنينا!
ولكن ما شدّنا في رسالة الرجل هو مطالبته بالكتابة عن جمعية الوفاق، وقد سأل ماذا قدّمت الوفاق للوطن؟! وماذا استفادت الجمعية من الوطن والمواطن؟! وهل استفاد المواطن منها أكثر من استفادتها منه أم ماذا؟! وعلّق في آخر رسالته: انتظر منكِ رسالة تنتقدين فيها جمعية الوفاق لعدم استنكارها حرق بلدية جدحفص وكل أعمال الحرق والتخريب، خاصة مع قرب حلول الانتخابات!.
وحتّى نسهّل عملية النقد، فإنّنا نسأل لماذا لا نقوم بحرق جمعية الوفاق واعتقال أمينها من قبل السلطات، حتى يُقال في النّهاية بأنّنا لا نؤيّد الوفاق؟! ولكن هل النقد والحرق واعتقال الأمين مدعاة إلى إيقاف الفكر المعارض أو الفكر الوفاقي؟! فالفكر المعارض لا يتوقّف عند جمعية الوفاق، والفكر الوفاقي ليس في مبنى الوفاق ولا في أمينها فقط، بل هو عند جموع آمنت بما قدّمته هذه الجمعية.
وإن كانت لنا اختلافات شاسعة مع الوفاق إلاّ أننا وجدنا جمهورها يثق بها، وأليس هذا يكفي من أجل الإنصات لهذه الجمعية؟! فالجمهور هو ما يهمّنا، وهو ما يشغل بالنا جميعاً، ولا يستطيع أحد الاعتراض على ذلك، وقد أثبتت هذه الجمعية لجموعها وقفتها معهم، وأنّها على قدر من المسئولية والثقة، فهل هناك من يرفض هذه الجمل عن جمعية الوفاق؟!
لا نعتقد بأنّ حل الأزمة البحرينية سينتهي مع إغلاق الوفاق، فالتنوّع السياسي هو أساس العملية الديموقراطية، والجميع يعلم بأنّ مصداقية الانتخابات لا تتم إذا لم تتنوّع الخلطة، فوجود فئة دون فئة، وموالين من دون معارضين، سيضعف من مصداقية الانتخابات، وهذا ما كنّا لا نريده للبحرين في عرسها الانتخابي!
المشاعر فيّاضة وجيّاشة ضد جمعية الوفاق، مع أنّ الجمعيات المعارضة هي 6 جمعيات، ومن أكثر تلك الجمعيات تأثيراً في الشارع هي جمعية وعد التي نكنّ لها معزّة خاصة، ذلك أنّ اسمها ارتبط بعديد من المناضلين الذين لم تنسهم الذاكرة البحرينية أبداً، وعلى رأسهم الفارس عبدالرحمن النعيمي.
قيل لنا في محافل كثيرة بأنّ جمعية الوفاق تريد ولاية الفقيه والجمهورية الإسلامية الشيعية، ولكننا قرأنا ميثاق المنامة ولم نجد فيه جمهورية ولا ولاية فقيه! وقيل لنا بأنّ الأحقاد الوفاقية على أهل السنة كثيرة، ولكننا أيضاً لم نجدهم يتكلّمون الاّ باسم المواطن، وأخيراً قيل لنا بأنّ هذه الجمعية طائفية وتستخدم مبدأ التقية، ويعلم الشعب البحريني جيداً من الذي يستخدم التقية طيلة 12 عاماً، ولكننا نقول بأنّ للنوايا ربّاً أعلم بها، وإن كانت نوايا الوفاق خبيثة فالله من سابع سماء عادل ونحن على يقين من عدله، ومن بعد ذلك لدينا وزارة الداخلية والعدل وتقرير بسيوني، وهؤلاء جميعاً لم يقوموا بغلق الوفاق ولا اتّهامها بما يتداوله البعض، فإمّا أن يكون العدل أساس حكمنا على هذه الجمعية، أو أن هناك من الناس من لديه معلومات أكثر من الجهات الرسمية في شأن الوفاق!
هناك خيبة آمال لدى الجميع، وهناك عزوف عن الانتخابات واضحة للعيان، ولا أحد ينكر أهمّية دور المعارضة في نضال أهل البحرين من أجل المطالبة بالحقوق، ولا أحد يختلف معنا على أهمّية هذه الحقوق، ونتمنّى جلّ ما نتمنّاه هو إصلاح الشأن البحريني قبل فوات الأوان، فلقد طالت الأزمة وطال عمر المطالبين بالإصلاح والمصالحة، ونجدها تبتعد عنّا يوماً بعد يوم، وما نريد إلاّ الخير لأهل البحرين وقيادتها، فهل هذا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها؟!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|