جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
05-11-14 01:51
هذا المثل الشعبي ينطبق على كثيرٍ من المتمصلحين والفاسدين، فمن هم يا تُرى أولئك الذين تعفعفوا وتابوا ونسوا ذاك الكتاب الذي يجب ألاّ ينسوه؟
الشواهد كثيرة على هذا، فقد يتوب أحدهم من أمرٍ ما، ومن ثمّ يبدأ في وعظ الناس ونهرهم عن انتهاج ما كان ينتهجه في السابق، وينسى ذاك الكتاب في حياته... ذاك الكتاب الذي لا ينسى ماضيه، وللأسف هو لا ينصح بل ينهر و(يصارخ) بأعلى صوته من أجل إحراج الآخر أو قذفه، وهو في قرارة نفسه ليس مقتنعاً بما يقوله ويثرثر به!
نحن لا نتّهم أحداً إن كنتم تفكّرون الآن عمّن نتحدّث عنه! فلكل منّا تلك الشخصية التي ينطبق عليها هذا المثل الشعبي، وهي شخصية مضلّلة تبدأ بالتهديد والنفير، وإحراج الآخرين، مع أنّها هي ذاتها من كانت تقوم بنفس الأفعال التي يقوم بها الناس.
فهناك رجلٌ على سبيل المثال يملك ملهى ليلياً، وفجأةً صار واعظاً بخبث، ومحدّثاً بمكر، ومعارضاً ضد الملاهي الليلة! فقيل عنه “تعفعف وتاب ونسى ذاك الكتاب”! أي إنّه من تحت الطاولة يذهب إلى تلك الملاهي ويجمع الأموال، وفي الخارج هو المصلّي ذو الثوب القصير واللحية الطويلة!
أيضاً مثلٌ آخر، رجلٌ عُهد إليه مركز حسّاس يتسلّط به على الناس البسطاء وغير البسطاء، هذا الرجل كان بسيطاً في يوم من الأيام، وما أن وصل ذلك المنصب إلى يده، فإذا به يتجبّر على الناس عبر ذلك المنصب، وبدأ بقذف هذا، وتخويف ذاك، فقيل عنه: “تعفعف وتاب ونسى ذاك الكتاب”!
ماذا نقول؟ شبعنا من هؤلاء! طابت النفس من وعظهم وصراخهم الهاوي! توقّفوا عن غشّ الناس باسم الدين! بل نقول لهم الله يحفظنا منهم ومن غدرهم، فالوطن شبع من بعض النّاس التي تقتات على حساب الآخرين، وتسمّم فكرهم، مع أنّها ذاتها تمارس أفعالاً شنيعة ومغرضة.
هذه الشخصيات مريضة، ونعتقد بأنّها في حالات متأخّرة من مرض التوّهم، فهي تتوّهم القيادة والعدالة والقوّة والسيطرة، ولكنّها ضعيفة ولا تبسط سيطرتها إلاّ من خلال التهديد والوعيد والتصيّد على النّاس، وتنسى بأنّ الله يراقبها قبل أن تراقب الناس، وقبل أن تضع الأصابع عليهم، وقبل أن تقذفهم وتنسى ما كانت ومازالت عليه من ضلال.
إلى صاحب الملهى، وإلى صاحب المركز المتسلّط على النّاس، وإلى كل من يقذف الناس بأمرٍ هو يقوم به، إنّ الله يمهل ولا يهمل، والله يعلم بسرائر الأنفس وما تخفي الصدور، فاحذروا من دعوة المظلوم عليكم، إذ أنّ لها صدى قوياً عند رب العالمين، وتذكّروا هذا المثل، لعلّكم ترتدعون قبل فوات الأوان. والكلام لكِ يا جارة. وجمعة مباركة.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|