جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
03-07-14 12:24
لا نختلف جميعاً على الدور الذي تلعبه الإدارة العامّة للمرور في الشوارع، خصوصاً في الآونة الأخيرة، إذ لا تمر بسيّارتك على طريق أو شارع أو طريق سريع، إلاّ وتجد شرطة المرور بسيّاراتهم متواجدين، وإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدل على الإدارة الناجحة وحسن التخطيط.
وبعد هذا المدح لا يسعنّا إلاّ أن نوجّه نداءً عاجلاً إلى هذه الإدارة، حتى لا تتخلّف عن دورها المتميّز الذي نشهد له في كل لحظة وكل حين، فلو وجدنا تقصيراً أو قصوراً أو أي أمر يجعل إدارة المرور في دائرة الانتقاد، فإننا سنسارع من أجل هذا النداء لا محالة.
والنداء سببه الآتي: يوم الجمعة الماضي، تعرّضت لحادث بسيط، وبعد محادثة طوارئ المرور طلبوا منا التواجد في مركز المعارض بمنطقة السيف، وبالفعل ذهبنا إلى شرطة المرور في المعارض، ودخلنا غرفة صغيرة مكتظّة بالناس، وبين الطاولات الأربع الموجودة من أجل راحة المواطن، لم نجد عليها إلاّ شخصين اثنين، أحدهما معفي من استخدام الكمبيوتر لأسباب صحّية.
أوّلاً: كانت الغرفة مكتظّة بالرجال ولم يكن هناك مكان لأجلس والفتاة التي صدمتني، وما أن فرغ أحد الكراسي حتى حاولنا الهروع إليه، ولكن هيهات الجلوس على كراسي لا تليق بمستوى الإدارة العامّة للمرور، فهي كراسي رثّة ومتّسخة لا تنفع إلاّ للرمي في القمامة! ولكن بسبب التعطيل والوقت الطويل لم نستطع مقاومة الجلوس على تلك الكراسي النتنة!
ثانياً: الحمّام الذي يرتاده الجميع نساء ورجالاً وأطفالاً، مغطّى بابه بخشبة حتّى يستر العورات، ونسأل مسئولي الإدارة العامّة للمرور هل تستطيعون ارتياد هذا الحمّام، أم انّه للفقراء المساكين و«يخب» عليهم؟
ثالثاً: منظر المكاتب القديمة المتواجدة في المبنى الصغير جداً، والكراسي القليلة المقابلة لها، واكتظاظ الناس داخل المبنى وخارجه، مدعاة لأن تظن بأنّك في بلد من العالم الثالث وليس في البحرين!
رابعاً: قلّة عدد الموظّفين، في حين أنّ الإدارة العامة للمرور تستطيع توفير أكثر من 8 موظّفين لهذا المكان، فعدد المرتادين كثر وقلّة الموظّفين أزمة! ويستطيع أي مسئول في الإدارة الذهاب بغتة إلى ذلك المبنى، حتى يشهد بنفسه طوابير الناس في الداخل والخارج من أجل تخليص معاملاتهم! أيعقل ذلك يا إدارة المرور؟
خامساً: الموظّف المسكين يذهب لمعاينة الحادث ويستمع إلى الطرفين ثمّ يكتب التقرير، ثم يكتب البيانات في الحاسب الآلي، وإذا كانت الأطراف غير راضية فالتعطيل يزيد أكثر وأكثر لبقية الناس! نعلم بأنّ في الأيام العادية هناك ثلاثة موظّفين، وفي نهاية الأسبوع اثنان، ولكن ألا ترون بأنّ عدد المرتادين أكثر بكثير من عدد الموظّفين يا مسئولين، وبالتالي يتعطّل المواطن وتتعطّل مصالحه وأموره؟ وهل هناك مخرج من هذه المشكلة غير الكلمات الجميّلة الرنّانة والرد المذيّل بـ «سوف نقوم»؟
كان الحادث الذي تعرّضت له بسيطاً جدّاً وقضاء وقدراً، ولكن التعطيل الذي حدث لساعات أُهدِرت في هذا المبنى القذر هو ما ضايقنا وضايق الجميع كذلك، وعطّل شئوننا وشئونهم الحياتية أيضاً، ونحن في بلدٍ يسابق التقدّم ويحرص على التكنولوجيا ويهتم بالرؤى المستقبلية، ولكن ذلك المبنى عكس ما يتم تداوله حول التقدّم!
ونذكّر المسئولين بأنّ موقع المبنى مهم جدّاً، فهو في أرض المعارض، بمعنى أنّه في مكان حيوي بين ضاحية السيف وغيرها، تلك التي تنافس حالياً عاصمتنا في هجرة الوزارات والشركات إليها، طمعاً في المكان الفسيح والمنظر الجميل، ومكتب إدارة المرور في المعارض لا يليق أبداً لا بضاحية السيف ولا غيرها، ولو كان باستطاعتنا لهدمنا المبنى الصغير وبنينا مبنى معمارياً جميلاً يليق بوطننا البحرين وواجهته!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|