جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
10-06-14 05:28
قرأنا في الصحف المحلّية عن المشروع الحكومي الذي يفتح الباب على مصراعيه لإسقاط الجنسية البحرينية، ونحن مع الدولة في سعيها إلى المحافظة على كيانها، وردع كل من تسوّل له نفسه وضع يده في يد دولة معادية أو حتّى تنظيم معادٍ، ولكن في الوقت نفسه نجد أنَّ هذا المشروع متشعّب وطال فئات أخرى مهاجرة أو موجودة في داخل الوطن، وهم مهدّدون بإسقاط الجنسية في أي وقت من دون سابق إنذار!
ألا ترون أنَّ هناك ما لا يقل عن 37 عائلة هاجرت من البحرين؟! من بينهم عضو برلمان سابق، وعضو مجلس بلدي قدّم استقالته من أجل الالتحاق بركب المهاجرين، للحصول على فرصة ترك الجواز الأحمر وإبداله بجواز آخر! وهل مشروع إسقاط الجنسية البحرينية سيكون له الوقع في أن يهجّر بقيّة العوائل؟! لا ندري بالتحديد، ولكننا نعلم أنّ هناك الكثير من العوائل من لم تعلن موقفها من الهجرة، ولكنّها تتدارس الموضوع فيما بينها، فهذه فرصة ذهبية لها من أجل تعديل وضعها الاجتماعي الذي ضاع مع ازدياد المجنّسين والجاليات المتنوّعة في البحرين!
إنّ الجنسية البحرينية هي هويّتنا وهي ما حفظناه منذ نشأتنا، وليس من السهل تخلّي المواطن عن جنسيته الاّ بسبب ظروف عميقة تجعله يقوم بهذا الأمر، هذه الظروف قد تتشابه فيها كثير من العوائل التي «ظعنت» من بلادنا الى أرض الله الواسعة!
الغريب أنّ أغلب العوائل التي هاجرت وتركت الجواز الأحمر هي عوائل مساندة للدولة، ولم تقصّر الدولة عنها في شيء، سواء بالمال أو بالأرض أو الجاه أو بالعمل والمنصب، فكيف تذهب واحدة تلو الأخرى بهدوء؟!
في الحقيقة نحن لا نستغرب هجرتهم، لأنّهم بالطبع درسوا الوضع، وعلموا أنّ البحرين لن تكون كما كانت في السابق، إمّا بسبب ازدياد التجنيس الذي نحصد آثاره السلبية اليوم قبل الغد، أو بسبب شح الحال وإن كان حالهم أفضل من آخرين، ولعلمهم بالفرص التي سيجنيها أبناؤهم في المستقبل، فرص أكبر وأفضل مما هو موجود في وطنهم الأم!
مهما كانت أسباب الهجرة، فإنّ هذا ناقوس خطر، لأنّهم تركوا جنسياتهم قبل إسقاطها من قبل الدولة، ولا رجعة في قرارهم الصعب عليهم، في حين يبقى المواطن الكادح الذي ليس له جذور في دول الخليج قابعاً في البحرين، ويضع يده على قلبه خشية إسقاط جنسيته في أي وقت، فلو تفوّه برأي مغاير للتوجّه العام، فإنّه سيجد نفسه في ليلة وضحاها بلا وطن ولا جواز!
من رأينا بأنّ إسقاط الجنسية يجب ألاّ يكون بهذه السهولة، فقد نكون معارضين وغير راضين عن الأوضاع ولدينا أجندات وقد نرحل عن وطننا الأم، والدولة تستطيع اتّخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لكل قضيّة، ولكن ليس بإسقاط الجنسية، لأنّ هذا الإسقاط سيغيّر مجريات أخرى وكوارث اجتماعية لا حصر لها!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|