جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
22-05-14 07:06
يوم الثلثاء (20 مايو 2014) وافتنا الأخبار بموت طفلة في حادث ليس هو الأوّل من نوعه، عن طريق دهسها بسيّارة، ونعلم بأنّ هذا قدر الله ولا حول ولا قوّة لنا فيه.
لكن تكرّرت حوادث مقتل الأطفال في الآونة الأخيرة بدهس السيّارات أو الباصات، ونريد من وزارة التربية والتعليم ووزارة الأعلام وإدارة المرور وشرطة المجتمع إفادتنا بشأن هذه الحوادث المريعة، فليس هناك أغلى من فلذّات الأكباد لنكتب عنهم، ولا تعويض سيعوّضنا عمّا فقدناه، فمنذ باكورة شهر سبتمبر/ أيلول الماضي حتى أمس الأوّل، ونحن نحصد أرواح الأطفال في حوادث متعدّدة ومتكرّرة كهذه الحادثة!
طلب منّي أحد القرّاء الكتابة عن الاسكان، وآخر طلب الكتابة عن إسقاط عضوية النائب أسامة مهنا، والبعض ألحّ للكتابة عن وزيرة التنمية والنوّاب، وآخرون طلبوا أموراً أخرى مهمّة، ولكن ليس هناك أهم في هذه اللحظة من كتابة موقف حول حوادث الأطفال الذين ينتهون تحت إطارات السيّارات.
لا نلوم القدر ولا البشر فيما لا يكون لهم يد فيه، فنحن نعلم علم اليقين بأنّ قتل طفل ليس بالموضوع السهل، وسيصاحب من تسبب فيه طوال حياته وإن كان لم ينتبه أو لم يرَ الطفل تحت خلفه أو تحت إطار سيّارته، فتأنيب الضمير حول «لو» و«قد» و«يا ليت» ستظل معهم طوال العمر ولن تفارقهم، وحسرة ولي الأمر وألمه ستظل باقية في الفؤاد، ولا نلوم إلاّ أنفسنا في تقصيرنا وعدم توعية النّاس حول خطورة السيارات والبشر في بعض الأحيان!
حزام الأمان، أمان السير، طريقة نزول السيّارات أمام المدارس، شرطة المجتمع غير المتواجدة، عدم وجود التوعية الكافية في الشوارع أو في التلفزيون، يؤدّي إلى هذا النوع من الحوادث، ولو أخذنا بالأسباب وعالجنا الموضوع منذ سقوط أوّل ضحيّة، لما تكرّرت المواقف، إذ أنّ زج من قتل طفلاً في السجن لا يكفي، بل ما يكفي هو نشر ثقافة السياقة الصحيحة وتوعية الجمهور بأسس السير وخصوصاً عند المدارس، فهي ما قد يقلّل من نسبة تلك الحوادث.
وزير التربية ووزيرة الاعلام، ننتظر منهما تصريحاً وتعاوناً بعد ذلك، من أجل إلزام الناس على الانتباه في الطرقات، فالصورة قد تتكلّم وتنطق بما لا تستطيع المقالات ولا الأخبار الصحافية الوصول إليه، كذلك إدارة المرور التي نتمنّى منها مشاركة هاتين الوزارتين في حمل شعار «لا لقتل الأطفال»، وضرورة إجبار شرطة المجتمع على التواجد في باكورة الصباح وعند انتصاف الشمس في السماء من أجل خروج الأطفال بسلاسة من مدارسهم آمنين، فلا يكفي وجود المدرّس عند الباب، لأنّه لا يستطيع العمل من دون تلك الشرطة حتى تحافظ على تنظيم السير وضمان سلامة المارة.
أيضاً نطلب من إدارة المرور ونرجوهم زيادة وتكثيف الحملات على المسرعين وعلى المخالفين لأصول السير في الشوارع، فذاك الأب يضع ابنه في حجره وهو يسرع بسيّارته من دون رقيب ولا حسيب، وذاك الشاب يلعب في الشارع يمنةً ويسرةً من دون تدخّل أحد أو سحب رخصة قيادته أو حتى توقيفه في السجن إن تكرر ولزم الأمر، وهي أمور تستطيع إدارة المرور القيام بها بلا شك، ومازلنا ننتظر تطبيق القوانين الجديدة الصارمة التي ستردع من يريد ارتكاب مخالفة.
طفلة بريئة صغيرة السن حُرمت من الحياة، أُم تبكي بمرارة على هذه الطفلة، أب يتألّم قلبه بحرقة على مفارقتها ومشاهدتها ميّتة، من يرضى ومن يستطيع تحمّل هذا الألم؟ أرجوكم ضعوا أنفسكم مكان هذه الأم وذلك الأب، وتصوّروا فقدان أحبابكم بهذه الطريقة المفجعة، عندها فقط من الممكن أن نجد من يهتم بقواعد السلامة أو يجبر الآخرين عليها عن طريق القانون والتوعية، حتّى لا نحصد روحاً طاهرة مرّةً أخرى!
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|