جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
13-05-14 05:23
مسجد بن خاطر من المساجد المشهورة في التاريخ «البحريني/ السعودي»، والجميع يعرف قصّته التي تداولها الآباء على مرّ السنين، فالتاريخ لا ينسى عندما حطّ الملك عبدالعزيز وأبوه الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحالهم بمسجد بن خاطر الكائن في مدينة المحرّق، حين لمح وجودهم الوجيه محمد بن حسن الخاطر فاستضافهم في منزله المقابل للمسجد. وبعدها توجّه بهم إلى حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، الذي قام بمناصرة إخوته من آل سعود، ومدّهم بالمال والذخيرة والخيول، وقد نتجت عنه بعد ذلك روابط أخوية قويّة بين الطرفين.
وها نحن اليوم نشهد تحدّياً عمره سنة كاملة بين مجلس النوّاب وبين وزارة الثقافة التي نثق بها، إذ كشف القائم بأعمال الوكيل المساعد للسياحة بوزارة الثقافة الشيخ خالد بن حمود آل خليفة بتاريخ 29 مايو 2013، عن وضع دراسة شاملة لتطوير مسجد بن خاطر وبيت بن خاطر، والعمل خلال شهرين على وضع الميزانية بالتعاون مع الإخوان في المملكة العربية السعودية والبحرين، وذلك يعكس العلاقة الوطيدة بين البلدين.
في حين شكّك النائب أحمد قراطة هذا التصريح وقال إن المسجد لن يتم تطويره واصفاً ذلك بالعبارة العامية «بالمشمش إذا صار هالمسجد»، تعليقاً على رد الحكومة بشأن الاقتراح برغبة بشأن إعادة إعمار وتطوير «مسجد بن خاطر» التاريخي والمنطقة المحيطة به لتكون معلماً تاريخياً وأثرياً، وإيجاد مبنى منفصل ملحق بالمسجد يحوي الصور التاريخية المرتبطة بهذا المسجد والتي تبين عمق العلاقة بين مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية.
إنّني شخصياً أثق في وزيرة الثقافة ثقة عمياء هي وفريقها، وما دام التصريح جاء من لدن وكيل الوزارة، فهو يتحدّث باسم الوزيرة، ولا نشكّك أبداً في قدرتها على إحياء مسجد وبيت بن خاطر، وقد تحدّثتُ معها لأكثر من مرّة عن هذا البيت بالذات، وأعلم بأنّها تعطيه قدره تاريخياً.
إنّ بيت بن خاطر ومسجده كان لهما الأثر الكبير في حركة التجارة والتنوير على شريحةٍ غير قليلة من المجتمع البحريني، ويكفينا فخراً دخول الملك عبدالعزيز في تلك اللحظات العصيبة من تاريخ المملكة العربية السعودية، لكي نحيي ما قام به أصحاب البيت والمسجد. والجميع يشهد لعائلة الخاطر الكرام بالحكمة في التصرّف عند المواقف، كما والجميع يعلم بتبحّرهم في التجارة والتاريخ.
هذا المسجد اليوم ليس حصراً على «بن خاطر»، بل يجب أن يكون قبلةً للجميع من أجل معرفة ما حدث في ذلك المسجد والبيت معاً، فالتاريخ هو لأهل البحرين وغيرهم، يُسرد ويوثّق ويرمّم حتى لا يتبخّر من بين أيدينا، ولكي نحكي لأبنائنا قصصاً نفخر بها وننقلها كما نقلها الآباء لنا.
يا وزيرة الثقافة... نحن نعلم بأنّ يدكِ تلمس التراب فتجعله ذهباً، وعلى يقين بأنّك إن قمتِ بإعادة إحياء مسجد وبيت بن خاطر والحي التابع لهم، فإنّكِ ستخلقين تاريخاً لن يُنسى أبداً، وستكذّبين مقولة «في المشمش إذا صار هذا المسجد»، لأنّ القضية ليست مستحيلة، بل هي واجبة من أجل التاريخ البحريني العريق.
ويكفينا شعر عبد المحسن الصحّاف لكي نبدأ العمل في بيت ومسجد بن خاطر، إذ وصف حادثة «ولوف» ملك المملكة العربية السعودية وأبيه في ذاك اليوم وما نتج عنه بعد ذلك لعقود:
واذكر أبا أحمد شيخ الفريق وقد
ناب المحرق إعسار بتغريم
فهب يُجزي العطايا غير مكترث
حتى استدان ليعطي كل معدوم
محمد الحسن بن الخاطر انفتحت
له كنوز المعالي دون تقليم
هو استضاف أمير العرب في عسر
عبدالعزيز وخُويَيْهِ بتكريم
مذ أمَّ مسجده في ليل مظلمة
فبات فيه بتحنان وتنعيم
فقام معه إلى عيسى المليك ولم
يدعه إلا على عز وتعظيم.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|