أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن كشف تنظيم إرهابي مكون من 62 إرهابيا من جنسيات مختلفة له صلات بتنظيم القاعدة في اليمن كان يخطط لعمليات إجرامية تستهدف منشآت حكومية، ومصالح أجنبية، واغتيالات لرجال أمن، وشخصيات تعمل في مجال الدعوة، ومسؤولين حكوميين، وقبلها أعلن في مصر عن محاولتي اغتيال للمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق المرشح الرئاسي الحالي.
الإرهاب هو أخطر ما يواجه الأمة العربية بأكملها خلال هذه الأيام التي نعيش فيها، وسوف يتحدد مستقبل الأمة بناء على قدرتها على هزيمة الارهاب من عدمها، وليست الدول العربية التي وقعت فيها الثورات والاحتجاجات هي وحدها التي تواجه هذا الخطر، ولكن جميع الدول تعيش يوميا أحداثا إرهابية.
من خلال متابعة عادية للأخبار لن تجد دولة عربية واحدة لا تقع بها أحداث إرهابية كل يوم، وإن لم تكن هناك أحداث في هذه الدولة أو تلك يكون هناك خبر أو أخبار عن تمكن أجهزة الأمن من كشف تنظيم إرهابي أو مخطط إرهابي لاغتيال شخصية أو شخصيات معينة.
الفرق بين دولة وأخرى يكمن في استعداد أجهزة الأمن من عدمه، فالدول التي وقعت بها ثورات واحتجاجات تعاني من هشاشة أمنية تجعلها عرضة لوقوع تفجيرات وأحداث عنف أكثر، ولكن الجميع سواء فيما يتعلق بالإرهاب وخططه وتنظيماته.
فهل هي صدفة أن تواجه جميع الدول العربية هجمة إرهابية على هذا النحو في توقيت واحد؟
لا يمكن أبدا أن يكون هذا صدفة أو من قبيل الصراع بين الجماعات الإرهابية والجماعات المتشددة وجماعات الاسلام السياسي وأنظمة الحكم في دولنا.
الإرهاب الذي يمارس ضدنا في الوقت الحالي هو أداة تخريب وتأديب تستخدم ضدنا من قبل الكبار الذين يديرون العالم ويدبرون الأحداث والمؤامرات في أنحائه سعيا لصنع معادلات وتوازنات لا تخدم إلا مصالحهم مهما كان الثمن والضحايا.
لا احد سوى هؤلاء الكبار جعل العالم العربي يغلي من داخله كالقدر ولا ندري متى يطفئون النار من تحته ويتركونه يبرد؟
تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الضالة التي تخفت وارتدت ثوب الدين لعقود طويلة انكشفت إلى الأبد ولن تستطيع ان تخدع الناس باسم الدين مرة أخرى ولو بعد قرن من الزمان، ما تقوم به لا يخدم الدين ولا يخدم الشعوب، ولكنه يخدم أهداف القوى التي تمولها وتحركها بخيوط من خلف الستار.