جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
24-08-12 08:49
في الحقيقة يجحف أعضاء مجلس البرلمان البحريني في حقهم شخصيا، وفي حق المجتمع البحريني. فعلى رغم الإرادة الملكية الداعية لغد أفضل لانتشال الحال العربي ابتداء من هذه المنطقة، من الحال الاتكالي، إلى حال العمل الجماعي لمسايرة الركب العالمي، على أساس أن رأي الجماعة لا تشقى البلاد به ورأي الفرد يشقيها، وفي محاولة جريئة من منظور حكيم بضرورة تطبيق أسس ونهج العمل الديمقراطي. يتفاجأ الجميع بعدما تم صرف مئات الآلاف من الدنانير على ذلك العرس المجتمعي، وما صاحب الزفة من هالة إعلامية بشرت ببلوغ الهدف ونجاح التلافح الفكري، وظن الكل أن التزاوج قد وقع وان العملية التطورية أصبحت حقيقة ومن الممكن جدا ترقب ولادة ذلك الجنين المنتظر، اتضح بعد فترة وجيزة أن الحمل كاذب.
الكثير من العارفين كان يؤمن في أن التغير المنشود لن يكون سهلا وانه يحتاج إلى مزيد من العمل المضني والشاق لتغيير نمط التفكير المجتمعي، واما المراهنون على نجاح التجربة فلم يتوقعوا أبدا من المجلس التشريعي أن يتحول بهذا الشكل السريع في بدء مسيرته من برلمان تشريعي إلى برلمان خيري اسوة بالصناديق والجمعيات الخيرية التي تبحث في الشأن الاجتماعي والحلول الترقيعية بعيدا عن إصدار التشريعات الأساسية التي تقضي على كل الحالات المرضية التي يعاني منها أفراد المجتمع.
على أعضاء مجلس النواب أن هم أرادوا بلوغ الهدف المنشود وتصحيح مسيرة المجلس أن يستمعوا إلى النبض العام والاسترشاد بالآراء التي يطرحها الآخرون وقراءتها جيدا وتحليلها تحليلا دقيقا.
فمثلا النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخر ذكر أن التركيبة الحالية للبرلمان لم تقدم برنامجا اقتصاديا واضحا وتوقع أن يبقى البرلمان على هذا الحال مفتقرا لأي توجهات اقتصادية واضحة المعالم مادام السواد الأعظم بالبرلمان يركز على القضايا والبرامج الاجتماعية على حساب الاقتصادية. وأنا أيضا من جانبي أشاطره الرأي لان معظم أعضاء مجلس البرلمان بزغوا من ذلك المحيط الخيري الذي مازال يؤثر على تفكيرهم ويسيطر على نشاطهم.
الأمين العام لجمعية العمل الديمقراطي إبراهيم شريف قال أيضا إن أكثر الاقتراحات المقدمة برغبة من النواب بصفة مستعجلة لصرف العلاوات البسيطة هي في واقع الحال مهدئ أو مسكن لا يعالج الأزمة. كما أن سلمان سالم قال في رسالة الملتقى أن النواب أعطوا لأنفسهم أكثر مما أعطوا لمنتخبيهم ولم يشرعوا الحلول الناجحة لمشكلات المواطنين.
محمد مبارك جمعة كتب في عموده بالشمع الأحمر في موضوع بازار النواب انه لم يكن من المستغرب أبدا كثرة المزايدات من قبل نواب البرلمان الماضي وعلى إصرارهم في تحسين المستوى المعيشي ورفع الرواتب إلا أن المستغرب هي حفنة الدنانير المقترحة المهينة حتى أن المرء يخجل من ذكرها فهي لاتسمن ولا تغني وإنما كانت بازارا للتنافس بين المتنافسين من النواب لاستقطاب الأضواء في مزاد علني بهدف كسب أصوات المؤيدين الذين بدأوا الآن يفقدون الثقة والمصداقية بعمل النواب.
علي سيار كتب في يوم 12فبراير/شباط أن من الأخبار المألوفة هي أن حنفية المال الحكومي صارت تصب في قناة النواب أكثر مما تصب في قناة الفقراء والمعوزين وطالب مشرعي المجلس النيابي بان لا يشرعوا قوانين طويلة الآمد تستنزف موارد الدولة لصالحهم في حين يتم تقديم مهدآت ضعيفة المفعول للمحتاجين من المواطنين.
الأخ احمد جمعة قال لا وجود ولا سبيل على الاطلاق للخروج من نفق الحالة الاجتماعية المالية المحتقنة للمواطن البحريني الا بوسيلتين عمليتين، الأولى الاهتمام بالاقتصاد والتركيز عليه بدلا من كل السيول السياسية التي غرقنا فيها والثانية التوقف عن مزايدات التضييق والتقيد والتهديد التي من شأنها أن تفضي إلى تحويل البحرين إلى مجرد بنايات وعمارات وناطحات سحاب دون أعمال ولا استثمارات ولا مشروعات.
الأخ سعيد الحمد ذكر أن بعض النواب دخلوا كالعادة على الخط بخطابات حماسية وعاطفية يتردد صداها في المجالس العامة والليلية بشكل جميل إلا أن الناس تريد النتيجة الفعالة من نوابها، علما بان رفع الاقتراح لا يعني الموافقة الحكومية عليه فللحكومة أيضا وجهة نظر تطرحها في الموضوع. وبين هذا وذاك تضل يد المواطن تحت الرحى كما يقول التعبير الشعبي وتضل في عنقه مسئوليات أسرة والتزامات عائلة وبالتالي بحاجة إلى حلول عملية واقعية بعيدة عن التجاذبات والمزايدات السياسية.
الأخ بو ياسر احمد زمان كتب أن النواب المحترمين أصحاب سيارات اللكزس والمرسيدس بعد شد وجذب، «وروح وتعال» ومناورات ومشارورات واخذ ورد، استطاعوا في مجلس النواب «الموقر» أن يرفعوا إلى الحكومة علاوة «العشرين» دينارا كاقتراح برغبة وهو اقتراح مهين وغير ملزم للحكومة فهي تستطيع أن تأخذ به أو أن تضعه في الدرج ثم صاح بهم يا جماعة... يا نواب... ماذا تعمل علاوة «العشرين» دينارا لمدة ثلاثة شهور حتى إذا وافقت عليها الحكومة.
وأخيرا اذا كانت كل هذه النداءات لم تسمع أعضاء المجلس فعلينا أن نتيقن انه لاحياة لمن تنادي.
علي محمد جبر المسلم
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 1627 - الإثنين 19 فبراير 2007م الموافق 01 صفر 1428هـ
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|