جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-04-14 07:39
اللجنة البرلمانية التي تولت التحقيق في مشكلة الحضانة تشكلت من أجل القيام بمهمة برلمانية لا يمكن لأحد أن يعترض عليها، فعمل البرلمان الأصلي هو الرقابة على أداء الحكومة وتحقيق مصلحة الجماهير التي أتت بالنواب إلى مقاعدهم البرلمانية، هذه مقدمة لابد من التأكيد عليها أولا.
وأنجزت هذه اللجنة مهمتها، وبعد أن حصلت على المعلومات التي طلبتها من وزارة التنمية الاجتماعية، حسب ما فهمنا من كلام السادة النواب أنفسهم، كتبت تقريرها حول ما جرى.
إلى هنا والأمور تبدو طبيعية للغاية.
ولكن عندما سارع النواب بعقد مؤتمر صحافي من أجل الحديث عن الموضوع لوسائل الاعلام، فهنا بدأ التساؤل عن السبب الذي يجعلهم يظهرون بمظهر الحريص جدا على الإساءة لوزيرة التنمية الاجتماعية.
فما هي الأهمية العاجلة لما قام به السادة النواب؟ ما هو الضرر الكبير الذي سيقع على الوطن ومصلحته العليا إذا ما تمهل النواب حتى ترد الوزيرة على ما دونوه في تقريرهم؟
هل نحن أمام مشكلة تتصل بالأمن القومي للبلاد؟ أو مشكلة تتصل بغسيل الأموال أو تجارة المخدرات أو الاتجار بالبشر لا قدر الله، لكي نسارع بهذا الشكل لذبح الوزيرة؟
نحن لا نهون من أية مشكلة تتصل بمصالح الناس، ولكننا نرى أن السخونة الشديدة والدخان الكثيف الذي يملأ الأجواء لا يعبر بحياد عن المشكلة التي نحن بصددها.
والعجيب أن النواب بعد أن عقدوا مؤتمرا صحافيا ليبينوا للناخبين أنهم قادرون على محاسبة أي وزير،يلومون على الوزيرة أن اصدرت بيانا ترد فيه على ما قيل!
فمن الذي نقل المعركة إلى وسائل الاعلام أولا، الوزيرة، أم النواب؟
ألم يكن حريا بالسادة النواب أن يبقوا المشكلة داخل بيتهم المحترم ويسعون لمحاسبة الوزيرة بالصلاحيات والقوانين والسبل القانونية، بدلا من المبادرة بالتشهير؟
هل الهدف هو المحاسبة وتصحيح الأوضاع والحفاظ على المصلحة العامة، أم التشهير بالوزيرة والانتقام منها؟
إننا نذكر الجميع أن الحرب على وزيرة التنمية لم تبدأ بعد هذا التقرير، ولكنها بدأت من أول لحظة ومنذ أشهر طويلة، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التصويب بهذه القسوة عليها، وهذا يجعلنا نشك أن اللجنة قد شكلت لكي تثبت فقط أن النواب الذين اتهموا الوزيرة بالتقصير، من قبل أن يعرفوا أبعاد المشكلة،كانوا على حق وأنهم ليسوا متحاملين عليها كما كان واضحا للجميع!
أنا لا أدافع عن أحد، ولكني اكره الظلم، وأكره إلباس الصراعات الشخصية والعقد النفسية ثوب المصلحة العامة والعمل على إقناع الناس بما هو غير منطقي.
عمل النواب هو الرقابة وتتبع التقصير في عمل أي مسؤول، ولكن ليس من عمل النواب التحضير لحملات إعلامية للتشهير بالناس.
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|