الخبر الذي نتحدث عنه هنا هو خبر عن سعي دول مجلس التعاون الخليجي لتكوين تحالف عسكري مع كل من مصر والأردن والمغرب، وهو خبر يبعث على الاطمئنان في ظل الظروف التي نعيش فيها، التي تتمثل في سعي دولة إقليمية ودول عالمية إلى إضعاف العرب أكثر وأكثر وتقسيم الدول العربية من جديد.
منذ وقت طويل ونحن نحلم بقوة عسكرية خليجية تجعلنا نشعر بالأمن والأمان على مستقبل أبنائنا ونتوقف عن الاعتماد على معادلات عالمية وإقليمية قد تتغير بين عشية وضحاها ونصبح كالريشة في مهب الريح.
فهل يتحول هذا الخبر الصحافي إلى حقيقة ملموسة على الأرض، أم يكون مجرد حلم رومانسي ككل أحلام الوحدة والتكامل التي عشناها نحن العرب في خيالنا ولكنها لم تولد أبدا على أرض الواقع؟
صحيح أن مسألة وجود جيش عربي قوي يضم دول الخليج ومصر والأردن والمغرب لن ينال قبول العالم ولن ينال قبول إيران، ولكن المسألة بالنسبة لنا أصبحت مصيرية ولم يعد هناك اختيار، فقد اتضحت خيوط المؤامرة، ولا يجب أن نصبح نحن العرب كالأيتام على موائد اللئام في هذا العالم الذي تحكمه المصالح والصفقات غير النظيفة.
نحن في الخليج نمتلك الفوائض المالية ومصر والمغرب والأردن تمتلك العنصر البشري والخبرة العسكرية والميدانية، ولابد أن نتكامل فيما بيننا ونصنع القوة العسكرية التي تحقق لنا الأمن والأمان والثقة بالنفس.
ليس هناك مستحيل، ولنا أن نتذكر الذي حدث يوم السادس من أكتوبر 1973 عندما تجلت الوحدة العربية في أبهى صورة واستخدم العرب أسلحتهم الكثيرة فتحقق لهم النصر.
وإذا كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطها على مصر وتهدد بقطع المعونة العسكرية عن الجيش المصري الذي رفض الاستماع لأحد سوى صوت الشارع المصري وصوت المصلحة العليا لبلاده، فيمكن لدول الخليج أن توفر البديل وتقدم الدعم اللازم لهذا الجيش الذي نجا دون غيره من ثورات الربيع العربي وحمى مصر والأمة كلها من الانهيار.
الوقت لا يزال أمامنا لكي نصنع التاريخ ونقوم بشيء غير تقليدي تجاه شعوبنا ومستقبلنا ويكون لنا الوضع الذي نستحقه في منطقتنا التي تتعرض للتقسيم الثاني في تاريخها.