الفريق ضاحي خلفان عودنا دوما على تسمية الأشياء بأسمائها وعدم اللف والدوران حول الحقائق، فهو رجل أمن ويعرف الكثير من الحقائق التي لا يعرفها غيره، ولأنه ليس رجل سياسة، فهو يضع الحقائق عارية أمام كل من يهمه الأمر، خصوصا أن الأمر حاليا يتصل بمصير أمة كاملة.
الفريق خلفان قال بالحرف الواحد إنه إذا سقطت مصر، سوف تسقط الأنظمة في الخليج العربي، وهذا تصريح يعبر عن قناعات الكثير من الناس نتيجة للأحداث التي تبدو واضحة للجميع خلال الفترة التي تلت ما سمي بثورات الربيع العربي.
نعم إذا سقطت مصر سيسقط الخليج، هذا ما يعرفه المخلصون للخليج العربي وللأمة كلها، خصوصا أسرة آل سعود منذ المرحوم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود حتى جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي يقف الآن سدا منيعا في وجه أخطر مؤامرة تواجهها الأمة في تاريخها الحديث.
ونحن نضيف إلى كلام الفريق خلفان حقيقة غاية في الأهمية والخطورة هي أن الخليج هو الجهة الوحيدة حاليا التي بوسعها أن تمنع سقوط مصر، فالعالم كله يقف ضدها ويسعى إلى ضرب وتفتيت المؤسسة الوطنية التي أنقذت مصر حتى الآن وهي المؤسسة العسكرية.
الخليج له دور متعاظم في توجيه دفة الأمور في مصر حاليا، فبإمكانه الأخذ على يد الذي يسعى إلى ثقب السفينة التي ستغرق بالجميع، وبيده أن يفعل العكس.
ولكي نجعل الأمور أكثر وضوحا، نقول إن الاقتصاد سيكون له الدور الأعظم في الحفاظ على مصر أو تضييعها لا قدر الله.
صحيح أن الجيش المصري جيش وطني لا يمكن أن يخون بلده وأمته، ولكن الاقتصاد هو الذي يمكن أن يعيد جحافل المصريين إلى الشارع مرة أخرى وهو الذي يمكن أن يجعلهم راضين عن أداء نظام الحكم القادم في بلدهم ومساندته في إعادة مصر إلى قوتها وتأثيرها.
وبما أن الاقتصاد المصري سيكون عاملا محددا لمصير مصر، من وجهة نظري، فالخليج يمكنه أن يساعد في إبطال المؤامرة بالوقوف إلى جانب مصر اقتصاديا بالشكل الذي تقرره الأنظمة الخليجية، ويمكنه أن يساعد جماعات الارهاب التي تهز أمنها حاليا.
صحيح أن السعودية والإمارات والكويت والبحرين لم تقصر حتى الآن في الوقوف إلى جانب مصر، ولكن خطورة ما تواجهه مصر حاليا تتطلب المزيد من التضحية من قبل أهل الخليج، فإما أن نكون أو لا نكون.
فنحن نرى الحرائق تشتعل في شمال مصر وفي جنوبها وفي شرقها على أيدي جماعات الارهاب التي باعت نفسها لقوى الشر في العالم، ونرى قوى عالمية وإقليمية كلها إصرار على إسقاط مصر.