جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
08-04-14 12:36
الإنسان يسعى كثيرا لكي يصبح غنيا ويتمتع بالراحة ورغد العيش ويتخلص من التعب الجسماني عن طريق استخدام وسائل المواصلات المريحة واستخدام غيره من البشر في القيام بالأعمال التي كان ينبغي عليه القيام بها بنفسه إن لم يكن غنيا، فالرجل يستخدم سائقا لسيارته وسكرتيرا لمكتبه يرتب له كل شيء وينوب عنه في كل شيء حتى في تذكر واجباته الاجتماعية، والمرأة تستخدم خادمة واثنتان وثلاث ليقمن بأعمال المنزل من تنظيف وغسل وطهي، بل تستخدم من تقوم بتزيينها واختيار تسريحة شعرها.
والنتيجة الحتمية هنا أنه كلما زادت الرفاهية كلما قلت حركة الانسان ونشاطه البدني، وكلما قل نشاطه البدني كلما تضررت صحته وأصيب بأخطر الأمراض، خصوصا أن الرفاهية أو رغد العيش الذي يعيش فيه يجعله يتناول من الطعام ما لذ وطاب دون ان يتمكن جسمه الخامد من حرق غذائه الدسم مهما ذهب إلى الجيم ومهما استخدم الأجهزة الرياضية، ولعل هذا هو ما يفسر وصف داء النقرس بداء الملوك، على اعتبار أن الملوك كانوا قديما اكثر الناس تمتعا باللحوم التي تؤدي كثرتها إلى الاصابة بهذا الداء.
طبعا هذه النظرية قد تغيرت منذ زمن طويل ولم يعد الملوك وحدهم أصحاب النقرس، ولكن أصبحت شعوب كثيرة مصابة بالنقرس وأصبحت شعوب كثير مصابة بالسكري، والسكري قد أصبح من أخطر أعداء الانسان في العصر الحديث، ليس فقط بسبب الطعام الكثير اللذيذ الذي يتناوله الانسان، ولكن بسبب قلة النشاط البدني،ودون أن نستبعد الضغوط النفسية التي يواجهها الانسان في هذا العصر.
ولو انتقلنا من الحديث العام إلى الحديث الخاص عن اهل الخليج العربي وما أصابهم خلال عصر النفط،سنجد أننا نعيش في خطر كبير وأن هذا الخطر يزداد يوما بعد يوم، فقد أصبح اهل الخليج يتفوقون على العالم كله في نسبة المصابين بمرض السكري، ذلك المرض الذي يغير حياة الإنسان كلها ويصيبه بالكثير من المفاجآت غير السارة خلال مراحل هذه الحياة.
لقد قرأت خلال الأيام الماضية أخبارا ومقالات لبعض المتخصصين في المجال الطبي تدعو إلى الخوف بسبب نسبة الاصابة بهذا المرض بين أهل الخليج بشكل عام وبين البحرينيين بشكل خاص، فهذه النسبة تجعلنا نخشى أن يأتي اليوم الذي يسمون فيه السكري بداء الخليج.
إن أهم شيء يجب ان نعترف به في هذا السياق هو اننا نحن أهل الخليج اكثر شعوب الدنيا خمولا وعدم رغبة في العمل والنشاط، وهو ما جعلنا نصل الى هذه المعدلات الخطيرة من الاصابة بالسكري وما يستتبعه من أمراض اخرى عديدة لا يعود ضررها على الفرد وحده ولكن يعود على الأمن القومي لبلادنا.
أليس في أيدينا أن نغير نمط الحياة الذي نعيشه لكي نستطيع ان نقلل معدلات الاصابة بهذا المرض وغيره من الأمراض، لو أننا جعلنا الحركة جزءا من حياتنا اليومية وتخلصنا من الخمول الذي نعيش فيه؟
لماذا لا نرفع شعارا يقول “هيا نبدأ المشي”.
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|