صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 19 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

07-04-14 04:07

عندما كنت أمر كعادتي على القنوات الفضائية توقفت عند إحداها، حيث رن في أذني، وأعجبني تعبير استخدمه ضيف أحد البرامج، وهو تعبير “دكاكين حقوق الإنسان”، حيث قاله ثم تابع شارحا معناه، فقال بالحرف الواحد إن دكاكين حقوق الإنسان هي دكاكين مخابرات يتم فتحها في “الدول التي تضرب على قفاها”. أما الدول التي لا تضرب على قفاها، فلا مكان ولا احترام فيها لهذه الدكاكين.
هذا التعبير أعجبني جدا؛ لأنه قدم صياغة جيدة وواضحة لما يدور في رأسي وما أقتنع به منذ وقت طويل فيما يتعلق بجمعيات حقوق الإنسان، ومن على شاكلتها من دكاكين أخرى وضعوها في بلادنا العربية؛ لكي تقوم إلى جانب غيرها من المنظمات بالعمل على خراب وتفكيك بلادنا.
ورغم أن التعبير الذي استخدمه الرجل حول الدول التي “تضرب على قفاها” هو تعبير فيه قسوة وإهانة لنا جميعا، حيث إننا نحن العرب أكثر دول العالم احتراما لهذه الدكاكين الاستخباراتية، وأكثر دول العالم حرصا على إرضاء القائمين على هذه الدكاكين خاصة عندما يفبركون التقارير ضدنا لأسباب وأحداث يحدث أكثر منها بكثير لدى الدول التي لا تضرب على قفاها.
ولنا أن نسأل عن دور دكاكين حقوق الإنسان في إيران وفي الصين وفي روسيا وفي غيرها من الدول القوية عسكريا واقتصاديا؟ هل هناك أي اهتمام أو احترام لهذه الدكاكين التي تقض مضاجعنا نحن ليل نهار وتستخدم كأدوات ابتزاز مستديمة لحكام دولنا؟
“حقوق الإنسان” مثلها مثل “حق تقرير المصير”، وغيرها من التعابير التي استغفلونا بها سنوات طويلة وجعلونا نجتهد بكل ما أوتينا من قوة وفصاحة؛ لكي يصدق العالم أننا نحترمها، هي مجرد أداة هدم براقة تستخدمها القنوات الفضائية العميلة وتسلط عليها الضوء وتستضيف الشرفاء وغير الشرفاء وأصحاب النوايا الحسنة وأصحاب النوايا السيئة للحديث عنها.
أعرف أن هذا الكلام لن يلاقي استحسان الكثيرين، حيث إن حالة عدم الثقة التاريخية التي ميزت علاقة الشعوب العربية بحكامها وأجهزة أمنها تقف حاجزا بين عقول الكثيرين، وبين فهم الحقيقة والخديعة الكبرى التي تعرض لها العرب، والتي وضعت بقاءهم على حافة الهاوية، والتي ارتدت أثوابا كثيرة مثل حقوق الإنسان والحريات الدينية وحقوق الأقليات وثورات الربيع الأسود الذي أطلقوا عليه الربيع العربي.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 940



خدمات المحتوى


بثينة خليفة قاسم
بثينة خليفة قاسم

تقييم
9.01/10 (10 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى