جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-08-12 04:19
كتبت في مقال سابق عن قضيّة ابن الحد عدنان ناصر الشايجي، وناشدنا الوطن بما فيه من وزارات ووزراء وجمعيات دينية وخيرية وتجّار، لكي نحل جزءاً من مشكلة عدنان، وظللنا ننتظر طوال اليومين الفائتين بلا جدوى، إلاّ من رسالة وصلت عبر البريد الإلكتروني، من إحدى الأخوات، مفادها التالي:
العزيزة مريم، قرأت اليوم مقالك عن الأخ عدنان، ونريد أن نعرف إذا كان بالإمكان معرفة المبلغ التقريبي للعلاج في الصين. الله يقدّرنا ونجمع مبلغ قد يساعده في بدء مشوار الحياة بكل أمل. سيكون الاتصال معك إذا سمحت بذلك، والله يقدرنا أن نساعده ونساعد الآخرين. ودمتم سالمين. (لمياء).
رسالة بسيطة انتظرتها لمدّة 48 ساعة، من بعض الوزارات المعنية أو حتى من بعض النواب، ولكني لم أجد فائدة من الانتظار، أما رسالة الأخت لمياء، فلقد جاءت «طازجة» في نفس اليوم وبعد الساعات الأولى التي نشرنا فيها مقال الجمعة، وهذا إنما يدل على الحسّ الإنساني النبيل لدى هذه الأخت، في وقت تبلّدت فيه الأحاسيس لدى من يجب أن تكون لديه جزء من الأحاسيس.
ليس هذا فقط، فأين وزارة الصحة، لتطالب بتعجيل التحقيق في قضيّة عدنان، وأينها منه لتحاول مساعدته في حصوله على السفر إلى الصين، وهي المعنية بهذه القضية الإنسانية.
وللأسف الشديد فإنّ حالة عدنان الشايجي تستدعي التدخّل الفوري، واتّخاذ إجراءات سريعة من أجله، فالوقت بالنسبة لديه كالسيف فعلاً لا مجازاً، وهو يستحق كغيره من أبناء الوطن حصوله على مبتغاه وأوّله الحصول على بيت العمر لأبنائه، فهل يتحقّق ذلك بتضافر الجهود؟
ننتظر من أهل الخير أن يساعدوا عدنان، كما فعلت الأخت لمياء، التي ستحاول مساعدته على رغم أنّ عدنان يشكلّ لها «س» من الناس، لا تعرفه ولا تعرف عن ماضيه وحياته شيئاً، العجب والعجاب ممّن يعرفه ومن يعرف عن ماضيه وحياته شيئاً، ولكن يتجاهله لأنّ بعض الناس بطبعهم يسيرون وراء المظاهر، ويقتنصون معرفة «أ» و «ب» من الناس، ممّن يحاولون التسلّق عن طريقهم إلى «السحاب»!
«س» من الناس قال لي بأنّه ينتظر فرج ربّه، وأنّه ليس «س» عند ربّه، بل هو الابن البار والأب البار والمواطن البار، الذي لم يتخاذل ولم يتراجع عن البر لهؤلاء الثلاثة في يوم من الأيام، بل قام بما يقوم به الرجل الحقيقي اتّجاه مسئولياته، وأنّه يثق في رحمة ربّه أكثر من ثقته في الوزارة أو النائب أو المحسن. وقد شكر لمياء على مشاعرها الإنسانية التي تحتاج إلى أن تعلّمها لمن لا يعرف معنى النبل والإحساس بآلام الآخرين على أنّهم مهمّون في حياتنا، لا «س» من الناس
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3264 - الإثنين 15 أغسطس 2011م الموافق 15 رمضان 1432هـ
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|