جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
01-04-14 03:52
مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية برئاسة الدكتور عمر الحسن دائما يفاجئنا بدراساته وتقاريره المحترمة التي لا يمكن لأحد أن يشكك فيها، لأنها تتجرد تماما من الذاتية، سواء في انتقاء الأسانيد والحجج التي توردها أو الصياغة التي تشكل الوعاء الذي يحمل المادة التي تم إعدادها.
آخر مثال على ما أقول هي تلك المادة التي نشرها الدكتور عمر الحسن كرد على قرار البرلمان الأوروبي الخاص بالبحرين، الذي أدان فيه ما أسماه انتهاكات حقوق الإنسان وحرية التعبير في البحرين.
الدكتور عمر الحسن لم يرد بخطب نارية أو انتقاد أو سب للبرلمان الأوروبي ويقوم باتهامه بالتدخل فيما لا يعنيه ويسمعه ما لا يرضيه، كما فعل معظمنا، ولكنه وضع حقائق وأرقام على الورقة تنطق بذاتها بحقيقة الوضع البحريني الذي لا يحتاج إلى أي تزيين.
فعندما تحدث على سبيل المثال عن مجال حرية التعبير في البحرين كان لابد أن يستند إلى نص الميثاق الوطني نفسه، ويشير إلى البند المحدد الذي يبين أن حرية التعبير مكفولة للجميع في بلادنا، ثم يفصل الأمر بالحقائق والأرقام بعيدا عن أي انفعال أو لغة خطابية فبين قنوات التعبير السلمي بالاسم والعدد والقوانين المنظمة للعمل الإعلامي بشكل يجعل من يحمل صورة سيئة يراجع معلوماته في ضوء الرسالة الجديدة الموجهة إليه.
وكان لابد أن يشير إلى أنه لم يتم القبض على أي صحافي بسبب أية مادة كتبها ومن يتم توقيفه يكون ذلك بسبب قضية أخرى غير الكتابة والتعبير.
وعن حرية التظاهر تحدث عن القوانين المنظمة لهذه الحرية التي لا تمنع هذا التظاهر ولكن تنظمه، وأشار بالأرقام إلى حالات الشغب والتخريب التي وقعت خلال المظاهرات التي جرت، وهي إشارة غاية في الأهمية بالنسبة للمتلقي الأجنبي الذي لا يسمع عنا سوى القمع ومنع التعبير السلمي.
هناك فرق بين المادة الإعلامية التي تكتب بهدف مخاطبة الرأي العام المحلي أو مخاطبة فئة أو جماعة أو حكومة في داخل الدولة الواحدة وبين المادة الإعلامية التي توجه إلى جمهور أجنبي أو جهة أجنبية لها لغة غير اللغة وثقافة غير الثقافة ولديها تاريخ مختلف من المعرفة والصور الذهنية المختلفة عن البحرين وعن غيرها من الدول العربية.
الحكومات الأوروبية والمنظمات الغربية بشكل عام والشعوب الأوروبية لديها صور ذهنية عنا نحن العرب كشعوب وحكومات غير الصور التي نحملها نحن عن أنفسنا، وبالتالي لابد أن نراعي في رسائلنا الإعلامية إلى تلك الشعوب أن نستخدم الحقائق الواضحة والأرقام التي لا تقبل الجدل.
ولكن للأسف الذي يتابع الإعلام العربي في معظمه يجد ما ينشر أو يذاع فيه هو مجرد خطاب داخلي نوجهه إلى بعضنا البعض ولا يصلح لإقناع الشعوب والمنظمات التي نريد أن نوضح صورتنا الحقيقية أمامها.
وإن كانت هناك قناة إعلامية عربية تستطيع أن تخاطب الغرب وتؤثر فيه، فهي للأسف الشديد تستخدم هذه القدرة في الإساءة للعرب، ولا ندري تفعل ذلك لمصلحة من.
ما نريد أن نؤكد عليه في هذا السياق هو أن يكون خطابنا الموجه إلى الغرب معدا بشكل علمي يجعل المتلقي يحترمه إن كنا نريد أن نواجه حرب التشويه التي تمارس ضدنا.
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|