جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
11-03-14 06:32
نُشهد الله تعالى بأنّنا نتبرّأ ممّن قام بهذا العمل الارهابي في منطقة الديه، ولا نقبل له عذراً ولا ديناً، ومهما كانت أسباب الموت فإنّنا نعلم بأنّ الفتنة أشد من القتل، نقتل بضع أشخاص من تلك الطائفة لنؤجّج الغضب، ونقتل بضع أشخاص من هذه الطائفة حتى ترد بالمثل أو أشرس من ذلك، وهلمّ جرا. ولكن الجميع – عموم أهل البحرين – لا يقبل القتل شكلاً ولا تفصيلاً، ومهما حدث بيننا فإنّ قتل النفس البشريّة حرّمه الله.
اتّصلت بأحد الأشخاص الأعزّاء بعد قرائتي لما حدث، فوجدتُه يسألني إن كنتُ فرحانة أو كنتُ اختلق الحزن، ووالله الذي لا أعزّ منه لا أستطيع الفرح بقتل النفس البشرية، ولا أعتقد هناك أحد يفرح بهذا الأمر الجليل المحزن! فقتل النفس هو من أقسى المواقف على البشر، لأنّه يسلب الإنسان إنسانيته، ويجعل ذكرى الموت نفسه شقيّة على من يحبّه، وليس هذا فقط، فإنّ طريقة مقتل رجال الأمن كانت بشعة، والجميع نظروا إلى الصور التي انتشرت في المواقع الالكترونية أو الصحف المحلّية.
وسواءً تمّ قتل هؤلاء الرجال من قبل إرهابيين لا مذهب لهم ولا دين، أو من قبل مؤجّجين يريدون خراب البحرين، أو حتّى كما تمّ تداوله البعض بأنّ القنبلة الصوتية انفجرت بهم، فإنّنا نحزن ونترحّم على شهداء الوطن، نعم كلّ من يُقتل داخل الوطن فهو شهيد ونحسبه عند الله كذلك، ولا نرضى بإراقة دماء المسلمين مهما كانت توجّهاتهم أو مللهم، ولا نغيّر كلامنا ولا نجامل به الموالاة ولا المعارضة، فالقتل مرفوض منبوذ، وهو الذي يزيد الهوّة ولا يجسرها، وكذلك هو الذي أطاح بكثير من الأمم وعلى رأسها لبنان!
فالناظر إلى لبنان الحبيبة يحزن عندما يرى الاغتيالات تلو الاغتيالات، ويشهد عدم وجود الأمن بين المناطق والأحياء، وبالتالي نجد الخصومة على أوجّها، والله العالم بما سيحدث في المستقبل القريب، يعرف بأن الطريق مسدود ولا يلوح بالأفق من أجل الاستقرار والنهوض بهذا البلد!
ولا نريد للبحرين أن تكون لبنان أخرى أو سورية أخرى أو عراقاً آخر كذلك، بل نريدها مستقرّة آمنة، وهذا الاستقرار والأمن يتأتّى من خلال الإسراع بملف الحوار والتوافق الوطني، فلا مأزق أخطر من منزلق القتل الذي شاهدناه خلال هذه السنوات القليلة، وما كنّا نتوقّع يوماً أن نشهده على هذه الأرض الطاهرة أبد الآبدين.
إلى الذين يتصيّدون في الماء العكر نقولها لكم: نحن نتبرّأ منهم ولا نقبل ما يقومون به من تفجيرات تقتل الأنفس، نحن مع البحرين وأهلها، ولا نرضى بالفتنة التي تبعدنا وتفرّقنا وتجعل منّا أحزاباً وأمماً، ومازلنا نرى بأنّنا أمّة واحدة، ونعلم بأنّ الأحرار في وطني لا يرضون ولا يقبلون ما حدث في منطقة الديه، ولكن تذكّروا بأنّ الفتن قد تكون مثيرةً اليوم ولكنّها ستكون دماراً في يوم من الأيام، ولن ينفع بعد ذلك الندم بعد الخراب، والله على ما نقول شهيد.
|
خدمات المحتوى
|
مريم الشروقي
تقييم
|
|
|