صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 21 نوفمبر 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

11-03-14 06:31

قضايا الدعارة في البحرين ليست بالقضايا الجديدة، وقد تطرّقت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة منذ سنوات إلى تسليط الضوء عليها، وقامت بشن الحملات وغلق بعض المواقع المشبوهة، من مراقص ليلية وشقق مفروشة تمارس هذا النوع من التجارة، ولكنها واجهت حملة شرسة من متنفّذين، والسبب أنّ مدخول هذه التجارة يعتبر من أعلى المداخيل في العالم بعد السلاح والمخدّرات! فهل يعرف أحدنا معنى الدعارة؟ وما ارتباطها بالاتجار بالبشر؟

الدعارة فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي، والبعض يعتبرها ببساطة «بيع الخدمات الجنسية»، أما الاتجار بالبشر فهي عملية توظيف أو تجنيد شخص وإيوائه ونقله أو الحصول عليه من طريق التهديد أو استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه؛ وإخضاع الضحايا للعبودية رغماً عنهم، لغرض استخدامهم أو تسخيرهم أو إجبارهم على العمل القسري، أو العبودية، أو ممارسة الدعارة (البغاء)، أو استغلالهم لأغراض جنسية.

وهنا نجد الدعارة قد تكون أحد أصناف الاتجار بالبشر، وقد تكون برغبة الشخص دون الوقوع في فخ أو عن طريق القوّة والقسر، وهناك أمثلة كثيرة عليها في الحياة البحرينية، ونتذكّر بعضاً ممّا طُرح علينا وسمعته آذاننا.

تقول إحداهن: أنا فتاة بحرينية عمري 17 عاماً، نشأتُ في منزل محافظ فقير جدّاً، وساعدتني ابنة خالي للسير في طريق الرذيلة وأنا في الـ 14، وكنّا نذهب لأحد المجمّعات بنيّة دخول دور السينما، ومن هناك تأخذنا سيّارة إلى أحد المراقص الليلية، ونلبس غطاءً حتى لا يعرفنا أحد من دون لبس «الدفّة»، وما أن تبدأ الموسيقى حتى يبدأ أحدهم باختيار واحدة منّا، وبعدها نبدأ بالرقص ويدفع ذاك الرجل مبلغاً من المال، وما هي إلاّ ساعات ونخرج بمعيّة بعض الشباب لإحدى الشقق المفروشة، وعندما تم تشديد القبضة الأمنية وملاحقة بعض الأماكن، أصبحنا نذهب إلى بيوتٍ مؤجّرة حتى تدخل السيارة داخل البيت فلا يعلم أحد ما نصنع!

سألنا هذه الفتاة عمّا تقوم به في تلك الأماكن؟ فقالت إما أن نشرب الخمر معهم ونلاطفهم ونرقص ونمرح تمر السهرة على خير، وبعد ذلك يعطونا مبلغاً من المال، وإمّا نمارس معهم، ويعتمد على ما يريده صاحب الحساب! فسألناها إن كان أهلها على علم بذلك، فقالت لا يمكن أن يقبل أحد على «ضناه» هذا الفعل، ولكن لم يسألني أحد عن مصدر المال الذي بجعبتي أو سبب تأخري عن المنزل لما بعد الساعة 12 ليلاً، فأنا أصرف على أمي وأبي المتقاعد وإخوتي الصغار، والمسألة بسيطة لا تتعدّى ساعات في «الويك اند»، وما دام الخير موجوداً فالفم مكمّم ولا يُحاسب!

مسكينة تلك الفتاة، فلقد تصوّرت هذه التجارة قناة سهلة للمال، ونسيت المعايير البشرية أو حتى الدينية، وكل ذلك من أجل المال واللذة، ففي بعض الأحيان لا يُردع الإنسان عن طريق الدين، ولكنه قد يُردع عن طريق العادات والتقاليد، ولا نريد الخلط بين الاستمتاع بالوقت مع بعض الأصحاب من خلال شرب الخمر أو الرقص وإن كان حراماً في نظر المجتمع، ولكننا نتحدّث عن تجارة تؤدي إلى مهالك أخرى، فهذه الفتاة ليس لديها صاحب، وإنّما تتعرّض لمواقف وخبرات خطيرة في كل ساعة، فهي كما أخبرتنا، قد تنام مع 4 أو 5 أشخاص في الليلة الواحدة، وكل شخص لا يتعدّى الساعة، وكل ساعة بمبلغ مالي ضخم بالنسبة لها! ناهيك عن الأمراض الجنسية التي قد تتعرّض لها بسبب هذه الممارسات!

وحيث أنّ الجنس غريزة في الكائن البشري، فالجميع يتعرّض لخبرات جنسية متعدّدة ومتنوّعة، وبالطبع في مجتمعاتنا العربية خبراتنا الجنسية يجب أن تكون في إطار الزواج، ولكن كسر الحواجز وتجرّؤ الشباب سببه فقدان المجتمع للمعايير والقيم، ولا نقول بأن المجتمع البحريني متفسّخ، ولكننا نقول إن تسهيل الحرام والمجاهرة بالمعصية أدى إلى انتشار هذه الخبائث، وهو الذي جعل تلك الفتاة تشقّ طريقها على رغم صغر سنّها في تيّار يخالف توجهات أهلها وذويها!

لا نلوم الفتاة ولا أهلها ولا نلوم القانون بمواده الصريحة حول هذا النوع من التجارة، ولكننا نحتاج إلى تكثيف الجهود من قِبَل الجميع، سواءً القيادات الشعبية أو مؤسسات المجتمع المدني أو التعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية ووزارة الحقوق، لتوعية الشبيبة بمضار وخطورة هذه الأمور. فالفتاة التي ذكرناها كانت ضحيّة ابنة خالها والمجتمع والفقر، لأنّها تُعتبر في القانون عديمة فكر، أي انّه من السهل النصب والاحتيال عليها في ظل غياب الوازع الديني. يتبع.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1008



خدمات المحتوى


مريم الشروقي
مريم الشروقي

تقييم
5.55/10 (7 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى