حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني يدعو لأن يكون لدى لبنان جيش قوي، وأن يصبح هذا الجيش القوة الوحيدة التي تدافع عن لبنان، ويراهن على أن الأيام ستثبت إن كانت هناك إرادة في العالم لتقديم سلاح للجيش اللبناني!
هذا التصريح جاء كمقدمة لحلقة جديدة من حلقات تعظيم وتمجيد الذات التي يطلقها نصر الله لتمجيد حزبه الذي يحب أن يشير إليه بكلمة المقاومة كنوع من الإصرار على ربط المقاومة بهذا الحزب دون غيره.
نصر الله عدد مآثر حزبه وقال إنه لولاه لما خرجت إسرائيل من لبنان ولولاه لجفت الأنهار وأجدبت الأرض ونقلت الجبال من مكانها ولقامت إسرائيل باحتلال البلاد العربية من المحيط إلى الخليج.
ونحن نقول له: الحمد لله الذي حبانا بكم وندعوه إلى مواصلة تخويفه لإسرائيل وما بعد بعد بعد إسرائيل.
إذا كان يتمنى أن يصبح الجيش اللبناني من أقوى الجيوش، وإذا كانت المقاومة التي هو أميرها تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل في المنطقة، حسب كلامه، فلماذا لا تتحول هذه المقاومة هي والجيش اللبناني إلى كيان واحد يعمل تحت راية واحدة؟
وإذا كان يراهن على أن العالم لن يعطي السلاح للجيش اللبناني، فلماذا لا تقوم الدولة التي تمد نصر الله وحزبه بالسلاح بإعطاء هذا السلاح للجيش اللبناني الواحد؟
هذا شيء لا يمكن أن يحدث، فالدولة التي تمول مقاومة نصر الله لن تمول غيرها، وهي لأسباب كثيرة لا تريد القوة إلا لحزبها الموجود على الأرض اللبنانية الذي يمثل دولة داخل الدولة.
منطق حسن نصر الله لم يعد يقنع دجاجة، ومهما حاول أن يؤثر على عقول وقلوب العرب فلن يستطيع أن يستعيد صورة المقاومة التي خدعت الكثير من البسطاء لوقت طويل، فحزب الله الذي يرأسه نصر الله لا يخدم شيئا سوى المصلحة الإيرانية ولا يذهب إلا حيث أراد الولي الفقيه، والدليل على ذلك ذهاب جيش نصر الله إلى سوريا وقيامه بقتل السوريين نصرة لرئيس موال لإيران ووليها الفقيه.
ما هي العلاقة بين مقاومة الصهاينة التي يفتخر بها نصر الله وبين الذهاب إلى سوريا وقتل أطفالها ونسائها؟هل تثبيت بشار الأسد في الحكم رغم أنف شعبه وفوق جثث شعبه هو الذي سيقضي على إسرائيل ويخرجها من الجولان وفلسطين؟
كفى خداعا للبنانيين والعرب فلحنكم لم يعد يطرب، فأنتم في لبنان مجرد ذراع للجسد الإيراني ولا يمكنكم أن تفعلوا شيئا صغيرا أو كبيرا لا يأمركم به الولي الفقيه.