جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
21-01-14 01:51
اليوم أكتب افتخارا واعتزازا وانحيازا لنون النسوة وتاء التأنيث وجمع المؤنث السالم “وهي، وهن” وكل ما يشير إلى الأنوثة في اللغة العربية وفي كل لغات العالم التي بها أدوات للتأنيث.
اليوم أفتخر ببنات صفية زغلول، أفتخر بالمرأة المصرية التي قدمت نموذجا من البطولة والتحدي لكل الأخطار، وأثبتت أنها أكثر علما وشجاعة من نساء واشنطن ونيويورك ولندن وباريس.
هل تعلمون أنه لأول مرة في تاريخ الأمة العربية تتفوق النساء على الرجال في نسبة الحضور في المشاركة السياسية؟ نعم حدث ذلك في مصر خلال التصويت على الدستور الأخير يومي الرابع عشر والخامس عشر من يناير الجاري، فمن بين العشرين مليون مصري الذين صوتوا في هذا الاستفتاء هناك أحد عشر مليونا من النساء خرجن بحماس ليغيرن التاريخ، ليس تاريخ مصر وحدها، ولكن تاريخ المنطقة برمتها ويوجهن ضربة ساحقة لأصحاب المؤامرات التي حيكت لتمزيق الأمة العربية من جديد.
لقد رأيت نساء قعيدات ورأيت عجائز يأخذن أنفاسهن بصعوبة أمام اللجان ورأيت نساء كفيفات يقفن أمام اللجان الانتخابية في إصرار عجيب على الإدلاء بأصواتهن!.
رغم ذكورية المجتمع العربي في مصر وغيرها ورغم الفقر الذي ينال من المرأة أكثر من الرجل، ورغم الأمية الهجائية والأمية السياسية التي تصيب النساء العرب أكثر من الرجال، فقد خرجت المرأة المصرية لتصفع كل هذه الأشياء وتصدم مشاعر كل المتآمرين في داخل المنطقة وخارجها!.
رغم أنه من المفترض أن تخاف المرأة أكثر من تهديدات جماعة الإخوان الإرهابية ومن التفجيرات والسيارات المفخخة التي أرهبت الجماعة الشعب بها، لم تحجم المرأة عن الحضور وكانت أكثر مشاركة من الرجل لأول مرة ربما في التاريخ كله، وكانت المرأة المصرية فخرا لكل نساء العرب.
من الذي يستطيع ان يقدم تفسيرا لهذا الخروج العظيم الذي سيذكره التاريخ ويكون درسا لكل نساء العالم وليس نساء العرب فقط؟.
إنني أكتب عن هذا الموضوع في هذه الزاوية تعبيرا عن الفرحة ليس أكثر، ولا أستطيع ان أقدم تفسيرا علميا لما جرى، فلو قلنا إن الوعي السياسي هو الذي حركها، فأين وعي الرجال الذين نالوا علما أكثر وفرصا أكثر لمتابعة الشؤون العامة؟.
ربما كانت الأمومة هي التي حركت جحافل أمهات مصر لكي تخرج إلى غزوة الصناديق ليكتبن تاريخا جديدا لمصر وللمرأة العربية.
الأمومة إحساس وحماية وخوف على الأبناء ومستقبل الأبناء، فالأم تشعر بالخوف على الابن أكثر من إحساس الابن بالخوف على نفسه، والأم هي التي تتألم أكثر عند المصائب.
فكم أما فقدت ابنها الوحيد خلال السنوات الثلاث التي مرت بها مصر وسقط فيها آلاف الشهداء، وكم أما أصيب ولدها بإعاقة حرمته من متع الحياة؟.
هذا ليس تفسيرا نهائيا لملحمة البطولة التي قدمتها المرأة المصرية ولكنه تعبير عن خواطر سريعة زارتني وجعلتني أنفعل بشدة بما حدث، وجعلتني اشعر بالفخر ببنات جنسي وأعلن تعظيمي وتمجيدي لنون النسوة.
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|