هذه العبارة المؤثرة قالها سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء للمغردين الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ويذودون من خلالها عن سمعة البحرين ومكانتها وكأنه قائد يوجه جنوده في ميدان الحرب.
لقد تأثرت بهذه العبارة وشعرت بتقصيري الشديد في الدفاع عن بلدي في هذا الميدان الذي يشبه ميدان الحرب بالفعل ويشهد حروبا منظمة وعمليات كر وفر وتصويب مدافع وصواريخ على الدول والأشخاص.ولا أبالغ إذا قلت إن البحرين خصوصا تواجه حربا في هذا المجال، وهناك من يقوم ليل نهار بالعمل على إظهارها بصورة بعيدة كل البعد عن واقعها الحقيقي دون أن يكون هناك رد فعل منظم وسريع وقوي ورادع من قبل أبناء البحرين المخلصين، مع الاعتراف بالطبع بوجود بعض المخلصين الأوفياء لوطنهم الذين يمارسون الدفاع عنه ومهاجمة من يلطخونه ظلما وعدوانا.
فعلى مدار عامين وأكثر وجدنا فريقا غاية في التنظيم والاستعداد يقوم باستغلال أحداث ومواقف معينة لتشويه صورة البحرين، والشيء الواضح في هذا الصدد هو سرعة رد الفعل من قبل هذا الفريق التي تجعل المتابع يشعر وكأن هذا الفريق يعرف الحدث قبل وقوعه، أو كأن بطل هذا الحدث أو صانعه قد اتفق سلفا مع هذا الفريق ليقوموا على الفور بممارسة مهامهم المنوطة بهم.
فعندما يقوم الشيخ فلان مثلا بالتحريض على الكراهية ويبث خطبه الطائفية ويتم التحقيق معه من قبل النيابة، تجد مئات وربما آلاف من مستخدمي مواقع التواصل والناشطين في هذا الميدان قد طيروا الخبر على الفور لكل أركان الدنيا وحولوا الشيخ فلان إلى ضحية بدلا من متهم يتم التحقيق معه بسبب تهمة واضحة، وفي المقابل يأتي رد الفعل من قبل من يرفضون هذا التضليل بطيئا ومتأخرا فلا يحقق الهدف منه.
هذه المقولة التي أطلقها سمو رئيس الوزراء تحملنا جميعا مسؤولية أخلاقية تجاه الوطن الذي نعيش فيه، فهذه التكنولوجيا التي نطعن من خلالها ويتعرض وطننا من خلالها إلى الاعتداء كل يوم لابد أن يكون لنا من خلالها وجود فاعل، ولابد أن نحسن استخدامها في الدفاع عن الوطن، وليس فقط الدفاع بل الهجوم على من يمارسون الهجوم ضد وطننا، فهي حرب بكل معاني الكلمة، والحرب دفاع وهجوم.
إن الذين يدخلون إلى ميدان التواصل الاجتماعي ويتابعون ما يبث من خلاله حول قضايا الوطن ويمارسون الرد عليه كما ينبغي هم بمثابة جنود لهم نفس الأهمية والمكانة التي يتمتع بها جنود الجيش والشرطة؛ لأن كل منهم يسهر من أجل أمن وتأمين الوطن.