صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 21 نوفمبر 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

17-08-12 04:17



واقفٌ لا يستطيع الجلوس وإذا جلس لا يستطيع النهوض، تغزوه الآلام من كل صوب، وهو راضٍ بقضاء الله وقدره، إنه أحد أهالي الحد الشرفاء، ممن خدم وطنه وبرَّ بأهله، وناضل من أجل لقمة عيشه، ولكن لا يذكره أحد بعد أن دبَّ مرض السرطان في جسده واستشرى فيه... يطحنه ليلا ونهارا.
قصة عدنان ناصر الشايجي، ذلك الرجل ذو الـ 49 عاما، الذي يجاهد اليوم من أجل البقاء، على رغم ما أصابه من أورام سرطانية، في الرأس والحوض والظهر وغيرها، وقد تزامنت مأساته مع مصارعة البحرين لمرض عضال استشرى فيها كذلك، وعليه لم يستفد عدنان من مركز السلمانية الطبي، لعدم وجود طبيب يعالج حالته، فالأغلبية إما مفصولون عن العمل وإما في السجن.
الشايجي أصيب قبل 13 سنة في كليتيه بأورام سرطانية، وقد عولِج في الخارج، وتعافى بحمد الله باستئصال جزء كبير من كليته الأولى، وكانت كليته الثانية مصابة بأورام خبيثة ولكن ليست انتشارية، وعليه رجع إلى البحرين، ومارس حياته الطبيعية من دون كلل أو تعب. وعندما عاوده المرض هذه المرة، وصف له الطبيب بالسلمانية علاجا كيماويا، لم يقبل به الرجل، وذهب لاستشارة أحد الأطباء في المملكة العربية السعودية، فذكرَ له أن هذا العلاج لا يناسب «رجلا» لديه أورام في الكلى، وأن استخدام هذا العلاج لحالته ممنوع دولياً، لأنه يعرضه لمخاطر أعظم، أولها الفشل الكلوي!
هذا الرجل اليوم حوَّل أوراقه الى أطباء في الصين ذكروا له أنهم قد يستطيعون إنقاذه، ونحن نعلم أن العزيز لدينا مهما كانت حالته، سنطير به الى أقصى البلدان حتى نجد لمرضه الحل، مهما ذكر لنا الأطباء في أوطاننا بعدم جدوى العلاج، فالأمل بالله مازال حياً في قلوبنا، ولكن عدنان عينه بصيره ويده قصيرة!
يعاني الشايجي اليوم الأمرَّين في مواجهة الموت، وفي تربية أبنائه الثلاثة، الذين إن مات عنهم والدهم لن يكون لديهم بيتهم الذي يأويهم ويحفظهم من غدر الزمن، فالأب يعيش في بيت والده، ويعول أسرته، وليس لديه بيت العمر ليورثه الى أبنائه من بعده، وهو الذي يعمل مراسلا، ويعيش تحت خط الفقر هذه الأيام في البحرين، ولديه من القروض والهموم ما يكفي الى مئات من الأشخاص!
عندما نادى تجمع الوحدة الوطنية بالحشود كان أول الناس، لم يوقفه مرضٌ عن تلبية النداء، ولكن اليوم لم نجد أحداً يسمع شكواه ولم نجد من يواسيه وهو يصارع الموت، أننتظر حتى يتوفى الرجل، ونقول: «الله يرحمه»، أم ننتظر وفاته حتى نعطي أهله فتات الصدقات، أم نسانده اليوم عن طريق تحقيق آخر أمل لديه في حياته وهو الذهاب الى الصين ورؤية الأطباء عسى أن يلاقي عندهم ما لم يلاقه في البحرين، مع احتمال أن يتعافى حتى يبقى لأطفاله؟!
هل سنجد وزيرة الصحة تفتح تحقيقا في مسألة عدنان، أم انه «س» من الناس.....؟!، وهل سيقوم نائب الحد غانم البوعينين بالتصرف والسعي من أجل حصول الرجل على بيت العمر كحالة استثنائية أم سيكون مشغولا عنه؟! هل سنجد الجمعيات الخيرية ذات الطابع الديني تركض من أجل مساعدة الرجل، أم يجب أن يكون عضوا في الجمعية الفلانية، ورئيساً للمنظمة الفلانية حتى يلتفتوا إليه؟
عدنان الشايجي رجل بسيط، ولكن قدرته على مواجهة أزمته جعلته رجلا عظيما في أعين من أحبوه ومن يحاولون اليوم إدخال البسمة على وجهه، ولكن هذا لا يكفي فهو يحتاج منا الى أكثر من ذلك، وأبناؤه أمانة في رقابنا جميعاً أن لم نؤمِّن لهم حياة أسهل من التي يعيشونها، فهل لهم ذلك؟!
أين الأيدي اليوم في هذا الشهر الفضيل، في هذا اليوم المبارك، لتدعو له، حتى يتحقق أمله في الذهاب الى الصين والحصول على علاج لمرضه وآهاته، وحتى يحصل على بيت العمر تأميناً لأبنائه لكي لا يضيعوا بعد عينه؟ أمنيتان إن تحققتا لعدنان ستُفرَج كربته، وتذكروا دوماً أن من فرج كربة فرج الله عنه كربة من كُرَب يوم القيامة. وجمعة مباركة


مريم الشروقي

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3261 - الجمعة 12 أغسطس 2011م الموافق 12 رمضان 1432هـ

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1466



خدمات المحتوى


تقييم
9.01/10 (21 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى