اعتقد أن مسألة رعاية الحرس الثوري الإيراني للعمليات الإرهابية التي تمت في البحرين، والتي كشفت قبل تنفيذها قد باتت مسألة محسومة ولا تحتاج إلى مزيد من البحث وإقامة الدليل على هذا الأمر، وعلينا أن ننهي حالة الجدل التي نمارسها بين بعضنا البعض حول مسألة ضلوع إيران في اضطرابات البحرين، فليس بعد الاعترافات التي أدلى بها الذين تم توقيفهم خلال العمليات الأمنية الأخيرة دليل.
الذين يدافعون عن إيران في كل مناسبة ويرفضون الاتهامات الموجهة لها ويتهكمون على غيرهم يجب أن يتوقفوا الآن، إذا كانوا حريصين على انتمائهم للبحرين؛ لأن إيران ذاتها لا تدافع عن نفسها، بل صارت تمارس كل شيء على المكشوف، ابتداء من التدخل العلني في الشأن البحريني ووصولا إلى تدريب وتمويل الإرهابيين المكلفين بعمليات محددة على أراضي البحرين.
يجب أن ينتقل النقاش والجدل إلى محطة أخرى أكثر أهمية وهي رأي موقف كل أبناء البحرين مما يراد لنا من قبل الحرس الثوري الإيراني.
هل جمعية الوفاق البحرينية على استعداد أن تدعو إلى وقفة أمام السفارة الإيرانية احتجاجا على خطط القتل العشوائي وخطط الاغتيالات التي يريد الحرس الثوري الإيراني تنفيذها في البحرين؟
هل الجيوش الإلكترونية البحرينية التابعة للوفاق على استعداد أن تمارس حملات التلطيخ التي اعتادت عليها ضد إيران مرة كما تمارسها ليل نهار ضد البحرين وتقول للمرشد الأعلى الإيراني وللحرس الثوري إننا نرفض التدخل في شؤون بلدنا مهما كانت درجة اختلافنا مع حكومتنا؟
لابد أن يعلن الشيخ عيسى قاسم بشكل محدد بعيد عن التعميم رأيه في الخلية الإرهابية التي تم القبض عليها مؤخراً والتي تلقت تدريبات في الحرس الثوري في إيران، ويقودها شخص بحريني يدعى علي أحمد محفوظ الموسوي وهو بحريني الجنسية، ويقيم حالياً بإيران، وقد أخفت أسلحة ومتفجرات وأدوات مهربة إلى حين ساعة الصفر لاستخدامها في استهداف منشآت حيوية وسيادية وأمنية، فضلاً عن القيام بعمليات اغتيال بعض الشخصيات، أم ان دم الشخصيات التي يريد الحرس الثوري تصفيتها مستباح وحلال لديه، طالما أنه معارض لسياسة الدولة التي يعيش على أرضها!؟
الفرق بين البحرين وبقية الدول العربية أن المعارضة في غيرنا من الدول تجتهد دوما وفي كل مناسبة في إثبات وطنيتها وولائها لبلدها، مهما كان موقفها من الحكومة ومن أوضاع بلدها، أما في البحرين فلا نجد هذا الاجتهاد ولا نجد حتى تعبيرا باللسان لا يصدقه العمل.