شيء يدعو للفخر والاطمئنان أن تنجح الأجهزة الأمنية البحرينية في ضبط عملية التهريب الخطرة التي تضمنت أسلحة وذخائر من نوعيات مختلفة، ولكن ماذا لو مرت هذه الأسلحة والذخائر ووقعت في أيدي الإرهابيين الساعين إلى خراب البحرين؟ سؤال افتراضي لابد أن نسأله رغم ثقتنا في أجهزتنا الأمنية.
وإجابة هذا السؤال معروفة للجميع، فأي مواطن بريء معرض لأن يفقد حياته أو ماله على أيدي هؤلاء الذين لا يعرفون وطنا ولا دينا ولا أخلاقا ولا مروءة.
قنابل إيرانية وصواعق سورية ومواد متفجرة وكم من الأسلحة لا يمكن أن يخرج من جمارك أو من حدود أي دولة، إلا إذا كان ذلك بإرادة ومساعدة هذه الدولة.
الأمر واضح ولا يحتاج إلى بحث عميق، فتفجير البحرين من داخلها غاية إيرانية واضحة ولا تحتاج إلى دليل، وهذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها تهريب أسلحة ومتفجرات إلى البحرين، طالما أن الطابور الخامس البحريني موجود ويمارس مهامه الدنيئة في هز استقرار الوطن.
فهذه الأسلحة لم يجرِ تهريبها هكذا بلا غاية أو أهداف محددة ودون أن يكون هناك من ينتظرها ومن هو مستعد لحملها ضد الوطن.
العدو الخارجي معروف ولن يتوقف عن أعماله العدائية، وسيظل ينفق ملايين الدولارات من أجل إدخال البحرين في حرب أهلية يريد من خلالها تمزيق أوصالها وإنهاء وجودها، وبالتالي فلا حل لهذا العدو الخارجي إلا في تكاتف الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص واتخاذ موقف مؤثر يكون من شأنه إجبار هذا العدو على الابتعاد عن الشأن البحريني، وهذه مسألة محكومة بمتغيرات كثيرة وتحتاج إلى وقت.
أما العدو الداخلي فيمكن التعامل معه على نحو عاجل، ويجب ألا يكون هناك أي تهاون أو مهادنة؛ لأن بقاء البحرين مسألة لا يجوز فيها المهادنة مع كائن من كان. لابد أن تكون الضربات القادمة موجعة لكل من تسول له نفسه التآمر على أمن البحرين واستقرارها؛ لكي يكون عبرة لمن يعتبر.