جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
30-12-13 04:08
ليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها علي سلمان بالتحريض واستخدام العبارات الطائفية ولن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يقوم فيها بذلك، لدينا في البحرين وفي كثير من الدول العربية مشكلة أزلية لا يبدو أنها ستحل وهي مشكلة السماح لأي شخص بالصعود إلى المنبر والتحدث وفق هواه السياسي ومصلحة جماعته أو حزبه الذي ينتمي إليه، وكأن المنبر قد خلق لكي يستخدم لنشر الخراب والدمار!
فهل العالم المتحضر الذي نسعى إلى محاكاته في كل شيء، خصوصا فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان يسمح لكل شخص باستخدام المنبر للتحريض السياسي أو الشحن الطائفي الذي يضر بوحدة الدولة واستقرارها؟
هل في بريطانيا وفرنسا وغيرهما من الدول المتقدمة، تجد إمام المسجد أو رجل الدين المسيحي الذي يمارس الوعظ بالكنيسة هو نفس الشخص الذي يترأس هذا الحزب السياسي أو ذاك؟
هل تسمح هذه الدول بأن يقوم أي شخص من خلال أي وسيلة إعلامية، سواء كانت وسيلة اتصال مباشر مثل المنبر أو وسيلة غير مباشرة بتحريض مكون من مكونات الشعب ضد مكون آخر؟ لا أعتقد هذا؛ لأن هذه الدول تعرف كيف تحمي أمنها القومي وتعرف أن تلزم الجميع باحترامه وليس لديها أي شيء فوق الوطن..
سيقولون إن المسجد ليس للعبادة فقط ولكنه طالما استخدم في الحديث في الشؤون العامة والدفاع عن مصالح الناس ومظالمهم منذ بداية الإسلام، وأن ما ينطبق على الكنيسة لا ينطبق على المسجد، ولكن هذه الحجة لا تنطبق أبدا على ما يقوم به علي سلمان وغيره من سوء استخدام لمنبر الدين.
فلم تكن الدعوة للطائفية أبدا من الهموم العامة للناس، وإن المطالبة بأي مطالب اجتماعية أو اقتصادية من باب الطائفية والمغالبة لم تكن أبدا من الدين أو من رسالة المسجد.
الذي لا يصلح الوطن لا يمكن أن يصلح الطائفة أو الفرد، ومهما كانت المطالب والمظالم التي يزعمها علي سلمان فهي غير عادلة وغير مفيدة للوطن طالما أنه يربطها بالطائفة وليس بالشعب كله.
هو يغالط نفسه ويحاول أن يغالطنا عندما يستخدم كلمة الشعب البحريني في مواضع كثيرة، رغم أنه لا ينطق ولا يعبر إلا عن طائفة هي نفسها لا تجمع على ما يقوله ولا توافق على شق الوطن على النحو الذي يقوم به وهو فوق منبر رسول الله.
نحن في دولة، والدولة معناها شعب واحد وقوانين واحدة وحكومة واحدة وهيئات حكومية تحكم الجميع وتدير شؤونهم، وعلى جميع أبناء الشعب أن ينصاعوا لقوانين الدولة في كل شؤونهم اليومية، فوزارة الصحة تقوم على رعاية الشؤون الصحية، ووزارة الزراعة تقوم على شؤون الزراعة، ووزارة الشؤون الإسلامية تمارس سلطاتها في تنظيم شؤون العبادة وممارسة الشعائر الدينية للمواطنين كافة، والذي يرفض قوانين ونظم الدولة في شأن من الشؤون، فهو يرفض أن يكون مواطنا في هذه الدولة.
وبما أننا نتحدث عن دولة وقوانين ونظم، فلماذا لا تقوم الدولة بمنع المنتمين للجمعيات السياسية من ممارسة الخطابة على المنابر الدينية؟ لأن الانحياز الضيق لفكر الجماعة أو الحزب والسعي لتحقيق الانتخابية لها أو له في نظري أمر لا يتفق مع طهارة الدين ونقائه وبعده عن التدليس والمغالطة التي هي أساس الدعاية الانتخابية لكل أحزاب الدنيا.
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|