صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 19 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

30-12-13 04:02

من الأخبار التي تثير الضحك والسخرية وتجعل الإنسان يشعر بالحسرة، ذلك الخبر الذي زف إلى الأمة الإسلامية عن قيام أربعة نواب بحرينيين بالتقدم بطلب برغبة بشأن قيام الحكومة بوضع ضوابط ورخص للعاملين في مجال الرقية الشرعية، على أن تكون الرخصة التي يطالب بها نوابنا لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد.
وكأن كل مشاكل المسلمين قد حلت ولم تبق سوى مسألة تقنين الرقية الشرعية وتحويلها إلى مهنة تمارس برخصة حكومية ويتم تجديدها سنويا أيضا!
نحن لا نتهكم على الرقية ومن يمارسونها، وليس لنا أن نخوض في مسألة دينية بأي شكل من أشكال النقد أو التهكم، ولكننا نعبر عن حزننا الشديد للفراغ والسطحية التي يعيشها النواب ذوي الخلفية الدينية الذين ينسون الأساسات ويتركون المشكلات الحقيقية للأمة ويهتمون بأمور سطحية لا تخدم دينا ولا دنيا، بل الكثير منها يمكن أن يستخدم من قبل العالم المحيط بنا في الإساءة للإسلام ووصم المسلمين بالتخلف.
هذا الخبر ذكّرنا بالنائب المتدين الذي وقف في مجلس الشعب المصري يؤذن لصلاة الظهر داخل القاعة الخاصة بالجلسات، رغم أن المسجد المخصص للبرلمان على بعد أمتار قليلة من القاعة المذكورة، وكأنه هو الوحيد بين كل الجالسين بالقاعة الذي يغار على الدين!
هل يستطيع السادة النواب الذين تقدموا بهذا الطلب العجيب الذي ليس له مثيل في برلمانات العالم أن يبيّنوا لنا تلك الأزمة أو المشكلة التي أصابت الأمة وجعلتها في حاجة ماسة إلى تقنين الرقية الشرعية؟
وبصفتهم برلمانيين عملهم صناعة التشريعات والقوانين، هل يمكنهم أن يبينوا لنا الأسس والمعايير التي على أساسها سيسمحون لهذا الشخص أو ذاك بممارسة (مهنة) الرقية الشرعية ويمنعون غيره من ممارستها؟ وهل سيكتفون بمؤهلات علمية، أم سيحتاجون إلى خبرة سابقة، أم سيكون هناك اختبارات لقدرتهم على فك السحر واستخراج العفاريت من أجسام البشر؟
وإذا افترضنا جدلا أن الحكومة البحرينية وافقت على هذا الطلب، فهل سيكتفي السادة النواب بمجرد الموافقة على اعتبار ممارسة الرقية الشرعية مهنة كالطب والهندسة والتدريس والتمثيل والصحافة، أم سيطالبون بعمل نقابة لممارسي الرقية الشرعية، وإذا ما حدث ذلك أيضا، هل يطلبون بعمل وزارة للرقية الشرعية أم سيطالبون بضمها لوزارة الصحة باعتبار أنها تمارس نوعا من العلاج؟
ومع كامل الاحترام للرقية الشرعية وكل من يمارسها، فإننا لو قبلنا بما تفتقت عنه أذهان النواب المحترمين، فربما نجد غدا من يأتي ليطالب بعمل نقابة “للطراروة” وإصدار تراخيص لمزاولة مهنة التسول.
الرقية الشرعية هي قرآن يتلى ودعاء يقال، يقرأها الشخص بنفسه أو يقرأها عليه أحد أفراد أسرته أو أحد أقاربه، وليس هناك حاجة لسن قوانين وتشريعات من أجل ممارستها، فاتقوا الله فينا وانظروا إلى متاعب الناس ومشكلاتهم الحقيقية، وحاولوا أن تشغلوا فراغكم بأي عمل حتى وإن كان تعبئة الظل في زجاجات ومراقبة تحرك الشمس من الشرق إلى الغرب أو القيام بحصر أعداد المصلين في المساجد خلال الصلوات الخمس.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 913



خدمات المحتوى


بثينة خليفة قاسم
بثينة خليفة قاسم

تقييم
9.00/10 (9 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى