غدا يحتفل الأشقاء الفلسطينيون باليوم الوطني لدولة فلسطين العزيزة، فكل عام وفلسطين العزيزة في قلوبنا وعقولنا جميعا.
رغم كل المحن ورغم كل المحاولات الخبيثة التي تسعى لمحو القضية من ذاكرة الأجيال الجديدة وجعلها تنكب على مشكلاتها الشخصية والقطرية،فسوف تبقى فلسطين قضية العرب الأولى ولن نتركها مهما تعددت أساليب الحرب وفنون الإلهاء التي يمارسونها ضدنا.
رغم أن بعض أبناء فلسطين قد أساءوا للقضية، ورغم أن الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي قد خلفوا من بعدهم خلف أساءوا لأنفسهم ولغيرهم، ففلسطين ستبقى في القلب، وسوف نظل جميعا مخلصين لها.
لا يمكن للأمة أن تنسى فلسطين؛ لأنها إن فعلت ذلك فقد فقدت هويتها وفقدت ذاكرتها وأصابها الزهايمر الذي يصيب الإنسان في آخر مراحل عمره.
لا يمكن للأمة أن تنسى حجم التضحيات التي قدمت والدماء التي سالت على أرض فلسطين والأبطال الذين سقطوا لكي تبقى فلسطين رمزا للبطولة والشموخ.
لا يمكن أن ننسى مذبحة دير ياسين، يوم ارتكبت العصابات الصهيونية جريمة من أبشع الجرائم عبر التاريخ، وقتلت الأطفال وذبحت الرجال وبقرت بطون النساء.
لا يمكن أن ننسى الذين استشهدوا والذين أخرجوا من ديارهم خلال النكبة في العام 1948، ولا ننسى الذين حاربوا وأسروا في ذلك العام المشؤوم، خصوصا الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.
لا يمكن أن ننسى حرب الاستنزاف وما جرى فيها وما قدمته الجيوش العربية من شهداء من أجل القضية الفلسطينية.
لا يمكن أن ننسى مذبحة صابرا وشاتيلا التي ارتكبها الجيش الصهيوني وراح ضحيتها حوالي 5000 آلاف من العزل الأبرياء.
لا يمكن أن ننسى حرب أكتوبر 1973 والتضحيات التي قدمها العرب وتضحيات الجيشين المصري والسوري.
لا يمكن أن ننسى الشهداء الأبطال الذين سقطوا خلال سني الكفاح الطويلة،خصوصا الزعيم التاريخي العظيم ياسر عرفات، الذي كان عظيما في كل شيء، كان عظيما كمجاهد وكقائد وكرئيس ودبلوماسي وخطيب.
هو تاريخ طويل من الكفاح وقائمة طويلة من الشهداء والأبطال لا سبيل لمحوها، رغم المحاولات المستميتة التي تريد للأجيال الجديدة من أبناء العرب أن تنساها وأن تظل مشغولة بصراعات ومظالم داخلية.
وغدا ستنتهي المحن العربية وتستعيد الأمة توازنها وتعيد ترتيب أولوياتها من جديد، ويعود الإعلام العربي إلى التركيز على القضية الفلسطينية بعد سنوات من الانشغال عنها.