مملكة البحرين سبقت الربيع العربي وأحدثت تغييرات سيحتاج الربيع العربي إلى سنوات طويلة لكي ينجزها،هذا إن قدر لدول الربيع العربي أن تظل دولا موحدة وقوية ومستقرة، لأن الثورات التي قامت في تلك الدول أثبتت أنها كانت مثل الدواء الذي أفسد أشياء في الجسد أكثر من التي أصلحها وسبب عاهات مستديمة لهذه الدولة سوف يطول علاجها، على العكس من البحرين التي تناولت جرعات الدواء بمقادير صحيحة وفي توقيتات صحيحة.
النظام السياسي الواعي القادر على البقاء ومواجهة الأخطار هو ذلك النظام المتفاعل دوليا مع ما حوله من ظروف داخلية وخارجية، وهو الذي يستطيع أن يكتب بيديه لا بيدي غيره مستقبله ومستقبل بلاده ويفوت الفرصة على من يسعى لهدم البلاد وتشتيت العباد.
جلالة الملك المفدى لم يترك فرصة لأية مؤامرة أو مكيدة لكي تنجح في ضرب البحرين وإدخالها في دوامة العنف التي دخل فيها غيرها بسبب أوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة أحسن استغلالها من قبل صناع الاحتجاجات في هذه الدول.
ولذلك عندما هبت الريح غير الطيبة على العالم العربي كله لم تنجح في إلحاق الضرر بالبحرين رغم شدة هذه الريح وإصرارها على أن تكون البحرين ضمن الدول التي ضربت.
كانت هناك إرادة دولية وإقليمية في إحداث انقلاب راديكالي في كل أركان العالم العربي دون النظر إلى الفروق الكبيرة بين البحرين وبين الدول التي أريد التعامل معها خلال المرحلة الأولى من المؤامرة، إن صح هذا التعبير.
البحرين شهدت إصلاحا ديمقراطيا وأجرت انتخابات شهد العالم بنزاهتها ولم يكن لديها جماعات أو أحزاب محظورة، والجميع لحق بالعملية السياسية، إلا من أبى.
البحرين لم تهمل الرعاية الاجتماعية لشعبها ولم تترك الفجوة تتسع بين الغني والفقير وانحازت إلى جانب الفقراء في أحلك الظروف الاقتصادية التي ضربت العالم كله قبل ما يسمى بالربيع العربي.
وبالتالي كان إصرار القوى الدولية والاقليمية على تفجير البحرين من داخلها إصرارا سخيفا وفاضحا لأقصى مدى لأهداف تلك القوى وأجندتها التي لا تخدم إلا مصالحها.
ومهما كان المدى الزمني الذي سيستغرقه إصرار هؤلاء على إنفاذ المخطط الخبيث بحق هذا البلد، فإن الضمان الوحيد الذي يمنع هذا المخطط هو وعي الشعب البحريني وقدرته على التمييز بين الصديق وبين العدو وبين من يريد الاصلاح الحقيقي وبين من يريد الهدم الكامل لكل مقدراته وإنجازاته خلال عقود مضت.