صحيفة مدينة الحد الالكترونية
السبت 20 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

31-10-13 11:11

هذه العبارة التي وجهها الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس الوزراء الكويتي إلى شعب الكويت، هي بمثابة جرس إنذار للشعوب الخليجية كلها وليس للشعب الكويتي وحده، وأعتقد أن هذه الشعوب وربما أبناءهم وأحفادهم سيتذكرونها في أيام حياتهم القادمة، ونتمنى أن يتذكرونها من باب الرضا والامتنان للأجيال الحالية وليس من باب السخط والندم على ما فات.
الشعوب الخليجية كلها لابد أن تتغير، فحياة الرفاه كما قال رئيس الوزراء الكويتي لا يمكن أن تستمر، ولابد أن نكون منتجين وصناعا للحياة وللثروة لنا ولغيرنا، فما خلق الله الثروة التي تنعم بها الأجيال الحالية لكي تستهلكها وحدها وتفنيها نهائيا دون تفكير فيمن يأتي بعدها من الأجيال.
وعندما طالب صندوق النقد الدولي بالتوزيع العادل لعوائد النفط بين الأجيال فهو يقصد هذا المعنى بالضبط،فالنفط ليس لنا وحدنا ولكن لأبنائنا وأحفادنا ومن الظلم أن نفنيه بتكاسلنا ونمط حياتنا ونترك من يأتون بعدنا يدفعون الثمن.
الانسان خلق ليعمل، والانسان يعمل على قدر طاقته، وليس على قدر حاجته، لأنه يتحمل مسؤولية دينية وأخلاقية تجاه غيره من البشر خصوصا الصغار والضعفاء والمرضى، وبالتالي فالعمل رسالة حياتية للارتقاء بالدولة والشعب وليس مجرد آلية لتحصيل الرزق.
وقيمة الانسان تتحدد بما ينتجه في حياته وبالتغيير الذي يحدثه فيما حوله وفيمن حوله، فهذا معلم ربى أجيالا،وهذا طبيب عالج المرضى وهذا مهندس بنى الجسور والبنايات الشاهقة، وهكذا وهكذا، ولكن لا تتحدد قيمة الانسان على قدر استهلاكه لكميات من الطعام والشراب وألوان المتعة المختلفة.
النفط لم يكن موجودا منذ أجدادنا الأولين وكانوا يكدحون من أجل لقمة العيش، ثم جاء النفط ليسعد أجيالا جاءت بعدهم، وعلى الذين أنعم الله عليهم بثروة جاءت من باطن الأرض دون عناء أو بحث أو عرق أن يحسنوا استغلالها وأن يتركوا للقادمين بعدهم ما يعينهم على الحياة يوم لا يكون هناك نفط.
فخذوا مقولة رئيس الوزراء الكويتي على وجهها الصحيح، فالمقصود هو التوجيه والنصيحة والحفاظ على ما وصل إليه الكويتيون وغيرهم من رفاه وقوة.
لا تسألوا فقط عن النصيب الذي تنالونه من النفط ولكن اسألوا أنفسكم أيضا عن درجة مساهمتكم في صنع الثروة كغيركم من الشعوب التي لم يتفجر النفط بغزارة في أراضيهم.
التدليل الزائد والحصول على كل الأشياء دون عناء لا يصنع رجالا ولا يبني أمما ولكن العمل والكفاح هو الذي يبنيها والذي يتعب في تحصيل المال يكون أكثر قدرة على المحافظة عليه وتنميته.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 955



خدمات المحتوى


بثينة خليفة قاسم
بثينة خليفة قاسم

تقييم
8.10/10 (6 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى