جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
17-08-12 04:15
لله درُّكم يا بيت الوالد المرحوم «زعل البوفلاسة»، فبعد هذه الآلام التي اكتنفت أهل البحرين، ومازالت تكتنفهم، قام هذا البيت بإحضار إحدى الفرق الشعبية، لإحياء تراث قديم ألا وهو «القرقاعون»، الذي يكاد يختفي في ظل زيادة الأجانب على أعداد المواطنين.
وسبب الكتابة عما حدث أمام بيت البوفلاسة، هو ملاحظتنا ارتسام البسمة على قلوب من حضروا بعد أن شدَّهم صوت الأغاني الشعبية؛ فقد اختفت البسمة منذ أجل، وكان واحداً من الأسباب هو الفتنة الطائفية البشعة، التي أحدثت تفرقاً وفرقة وافتراقاً بين أهل البحرين.
ليس هذا فقط، فلقد قام هذا البيت بما فعله، بتصفية قلوب بعض المتخاصمين من الناس جراء الأحداث، بين معارض ومؤيد، حيث انقسموا بسبب تضارب الفكر أو الاتجاه أو الطائفة. وقد بينت تلك اللحظة أن الدنيا خداعة غرارة، فيوماً أنت الأخ الحبيب المقرب، ويوماً أنت المنبوذ المُبعد عن الجماعة، وهذا كله لا يصب في مصلحة الأشخاص أو المجتمع.
بيت المرحوم زعل البوفلاسة واحد من البيوت القليلة التي لم تهجر مدينة الحد بعد، إذ إن غزو العمارات السكنية والأجانب والعزاب جعلها تدخل تاريخاً جديداً من أوسع أبوابه، وجعل سكانها الأصليين يهربون منها، وهم الذين كانوا يتغنون بالحد لجمالها ونظافتها وقلة ساكنيها.
كان صعباً جداً على الفرقة أن تتحرك، إذ إن السيارات والمركبات الكبيرة لها بالمرصاد، والبلدية حتى الآن لم تفعل شيئاً فيما يخص تطبيق القانون على بعض الملاك على سبيل المثال، فيفاخر أحدهم أمام الناس بأن القانون في جيبه، ولا يعمل بقوانين المواقف، بل يتعدى القانون بتحويل مواقف سيارات العمارة إلى محلات تجارية، في مكان لا يتسع الى حجم هذه المحلات، شكلاً وقالباً!
مما فاجأنا أن أهل البيت وهم من عائلة معروفة ومن قدامى ساكني مدينة الحد، يلجأون إلى العراك من أجل إيقاف سيارتهم، على رغم أحقيتهم في الأرض والموقف، وليس هم فقط، بل إن هناك بعض البيوت القليلة التي لم تهجر الحد بعد، اشتكت لنا في تلك الأمسية من ضيق الشارع بعدما طبَّق صاحب العمارة كلامه في تحويل مواقف عمارته إلى محلات تجارية!
ترك الناس الأمسية الجميلة التي بدأنا بها مقالنا، وتحاوروا معنا في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفتحوا قلوبهم وأفضوا همومهم، بأن البحرين كانت بلد الجميع وأنها انقسمت اليوم إلى نصفين، وآن لها العودة مرة أخرى. بين هذه المرأة وذلك الرجل، كنت أحاول التسلل، حتى أستمتع بتراث شعبي نتمنى ألا ينقرض في يوم من الأيام، كما انقرضت المشاعر الإنسانية من بعض البحرينيين
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3266 - الأربعاء 17 أغسطس 2011م الموافق 17 رمضان 1432هـ
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|