صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 26 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

17-09-13 08:59

الآن يجب أن يعي الجميع أن أمن إسرائيل أهم لدى أميركا بكثير من كل دماء العرب وليس فقط دماء السوريين، فتجريد الأسد من السلاح الكيميائي تتضاءل أمامه كل القيم الإنسانية.
الآن قدمت الولايات المتحدة الدليل الدامغ على أنها لا تبكي على الشعب السوري المكلوم، وأنها لم تتحرك من أجل الذين سقطوا من جراء استخدام السلاح الكيميائي في سوريا ولا من أجل الذين سقطوا بأسلحة أخرى منذ أكثر من عامين.
أميركا لا تحرك بوارجها ومدمراتها إلا من أجل مصلحتها ومصلحة ربيبتها إسرائيل، وعندما يتعرض أمن إسرائيل لأي خطر لا يكون من الصعب عليها أن تخترع الذريعة الأخلاقية لضرب من هو مسؤول عن تعريض أمن إسرائيل للخطر.
أمن إسرائيل من وجهة نظرهم قد بات في خطر؛ لأن النظام السوري يمتلك مخزونا من السلاح الكيميائي، فلابد من وسيلة سريعة لدرء هذا الخطر المحدق.
الذين تم ضربهم وتشويههم بالسلاح الكيميائي هم السوريون وليس الإسرائيليون حتى الآن، ولكن ليست هذه هي القضية بالنسبة لأميركا وإسرائيل، فالقضية التي تهمهم هي أن السلاح الكيميائي موجود، أما سقوط السوريين بهذه البشاعة فمسألة لا قيمة لها.
سقوط السوريين بهذا الشكل البشع له عند أميركا أهمية كبرى، ليس لبشاعة ما تعرضوا له، ولكن لأنها ستستخدمهم من أجل إخراج فيلم مؤثر تقنع به شعبها وشعوب الدول الحليفة لها بأنها تتحرك من أجل القيم الإنسانية.
الآن اتفقت الولايات المتحدة مع روسيا على تدمير أسلحة النظام السوري في منتصف 2014 ولا وجه للعجلة، ولا حاجة لضرب الأسد طالما أنجز هذا الهدف الكبير الذي يحقق مصلحة إسرائيل ولا يحقن دماء السوريين ولا يعيد الذين قتلوا إلى الحياة.
الأسد قتل أعدادا لا حصر لها من السوريين، وشرد الملايين منهم من قبل أن تظهر حكاية السلاح الكيميائي، ولم تفكر أميركا ولا غيرها في إسقاطه؛ لأن إسقاطه لا يخدم مصلحة إسرائيل أكثر من بقائه، فمصلحة إسرائيل تكمن في تدمير سوريا وتقسيمها إلى دويلات ضعيفة بعد تجريدها من أي سلاح يشكل خطرا عليها.
ليس معنى هذا أنني كنت أؤيد الضربة الأميركية لسوريا، على الرغم من أنهم يسمونها تلطفا “ضربة لنظام الأسد”، فهي في الحقيقة ضربة لسوريا ولن تؤدي إلا لتمزيق سوريا، ولن تحقق أحلام المعارضة السورية.
“ما حك جلدك مثل ظفرك” هو الشعار الذي يجب أن يتبناه الشعب السوري في تقرير مصيره، أما الخارج ممثلا في أميركا وفي غيرها لا يتحرك إلا من أجل مصلحته، ولأن أميركا لا تقدم خدمات مجانية لأحد ولا تساعد الشعوب في تقرير مستقبلها دون أن تأخذ من سيادتها واستقلالها وحرية قرارها، والكل يعرف الثمن الذي اتقفت على الحصول عليه من أجل حمل الإخوان المسلمين إلى كراسي الحكم.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1174



خدمات المحتوى


بثينة خليفة قاسم
بثينة خليفة قاسم

تقييم
9.01/10 (10 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى