صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الثلاثاء 16 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

09-09-13 11:35

لاشك أن ما حدث لفاطمة ذات الـ 12 عاما في مستشفى السلمانية شيء يستحق الضجة التي ثارت من أجله على مواقع التواصل الاجتماعي، فصحة الإنسان وحياته ليست أمرا هينا، وعندما يدخل المرء إلى المستشفى ويضع نفسه بين يدي الطبيب يقلبه كيف يشاء معناه أن هذا الانسان واثق أنه بين أيد أمينة وأن الطبيب هو الأداة والسبب في دفع الخطر عن الانسان وليس جلب الموت له.
صحيح أن الطبيب لا يتعمد الاضرار بالمريض أو السعي إلى قتله، إلا إذا كانت في الأمر جريمة ما، وهذا أمر أنا لم أسمع به في حياتي، وصحيح أن كل المهن التي يمارسها البشر يمكن أن تحدث بها أخطاء، ولكن أخطاء بعض المهن تكون نتائجها كوارث على حياة البشر.
إذا أخطأ مترجم في مؤتمر صحافي، فقد يثير التساؤل أو السخرية ولاحقا يتم فهم الأمر وتنتهي المشكلة، وإذا أخطأ مدرس أمام تلاميذه وقال إن سان فرانسيسكو هي عاصمة الولايات المتحدة، فلن تحدث أية كارثة وسيتم تصحيح المعلومة، وعندما يخطئ فني التبريد والتكييف في إصلاح ثلاجة أو جهاز تكييف يمكن تدارك الأمر عندما يكتشف صاحب البيت أن الجهاز لا يعمل، ولكن عندما يخطئ الطبيب فالثمن هو حياة المريض الذي سلم جسده إليه طائعا واثقا في قدراته.
ماتت المسكينة فاطمة، والأعمار بيد الله، ومن لم يمت بالخطأ الطبي مات بغيره، ولكن في نفوس الناس شيء وهو اهتزاز الثقة بأداء هذا المستشفى الكبير ومن يعمل فيه.
أعلم أنه ربما قبل نشر هذه الكلمات تظهر حقيقة مختلفة عما اعتقده الناس وثاروا من أجله، وهي عدم وجود خطأ طبي معين، ولكن قدر الأطباء والعاملين في القطاع الصحي أن يدفعوا ثمنا من سمعتهم وثقة الناس بهم عندما يموت مريض في غرفة العمليات حتى إن تبين لاحقا أنهم بريئون من التسبب في موته.
فعندما يموت شخص أو يصاب بعاهة مستديمة في جسده وهو بين يدي الطبيب تحدث حالة من التشاؤم لدى أهله وذويه، فلا يذهبون مرة أخرى إلى هذا الطبيب مهما كان تاريخه ومهاراته، وعلى العكس، عندما يوفق الله طبيبا في إنقاذ حياة مريض بإجراء جراحة ناجحة أو غيرها، تجد هذا المريض وأهله ينظرون إلى هذا الطبيب ككائن استثنائي لا مثيل له في عالم الطب ويجتهدون في الدعاية له وتوجيه غيرهم من الناس للذهاب إليه، وهكذا فالحياة أقدار وحظوظ، وهناك مثل يقول: “ما يمدح السوق؛ إلا من ربح فيه”.
وأيا كان الأمر فلن يشفي كل الذين حزنوا من أجل فاطمة إلا إظهار الحقيقة بتحقيق مهني دقيق غير منحاز،ومعاقبة من أخطأ إذا كان هناك خطأ، ويجب أن يدرك المسؤولون عن الصحة في بلادنا أن مستشفى السلمانية هي كل ما يملك فقراء هذا البلد وأن الاضرار بسمعتها شيء غير مقبول من أي شخص يحب هذا البلد.
عزاؤنا لوالدة فاطمة وأبيها وكل الذين حزنوا لأجلها.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1077



خدمات المحتوى


بثينة خليفة قاسم
بثينة خليفة قاسم

تقييم
9.00/10 (9 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى