صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الجمعة 29 مارس 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

02-09-13 08:51

الشيخ القرضاوي وصل إلى حد بعيد جدا في توظيف الدين وتوظيف المنبر الديني لخدمة آرائه السياسية،وبشكل يؤثر على صورة الداعية الاسلامي الذي يفترض فيه النأي عن الأمور الخلافية والبعد عن إصدار الفتاوى حول الأمور التي ليست واضحة تماما أمامه.
كلنا، مثل الشيخ القرضاوي، رافضين لممارسات النظام السوري وما ارتكبه ضد شعبه من جرائم، ليس لأننا من الإخوان (المسلمين) وينتمي إليهم القرضاوي ويوظف فتاواه وخطبه ولقاءاته بقناة الجزيرة لخدمتهم وتمكينهم من امتلاك زمام الأمور في سوريا بعد سقوط الأسد، ولكن لأننا نرفض الظلم والطغيان ونقف في وجه من يمارسه ونرفض قتل وتشريد الأبرياء الذين لم يرتكبوا ذنبا، ومع ذلك فنحن نضع الأمور في نصابها الصحيح ولا نضفي القداسة على شخص أو دولة أو نظام ولا نستخدم الدين لتبرير آرائنا السياسية.
لا بأس أن يندد القرضاوي بالمذابح والظلم وكل ما يغصب الله، فهو أعلم منا بلا شك بشؤون الدين، كونه عالما أزهريا كبيرا، ولكن أن يقول إن الأميركيين القادمين لضرب سوريا هم أدوات سخرها الله للانتقام، فهذا كلام يفتح بابا للجدل لا يمكن إغلاقه، ليس فقط بين الناس وبعضهم البعض، ولكن بين علماء الدين أنفسهم!.
الأميركيون لا يتحركون إلا وفق مصالحهم يا فضيلة الشيخ، ولا مجال للدين وللارادة الالهية في وصف ما يقومون به، مع تسليمنا أن نظام الأسد يحتاج إلى الانتقام والتأديب.
إن مقولتكم هذه يا شيخنا الكبير يمكن أن يستخدمها الأميركيون في جعل كل حروبهم ضد العرب والمسلمين حروبا مقدسة، لأنك وصفتهم بأنهم أدوات سخرها الله للانتقام، حتى إن كنتم تقصدون معنى آخر غير المعنى الذي يمكن تداوله أو فهمه من قبلهم.
فطالما أن الأميركيين أدوات الله، فلا بأس أن يقوموا بتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات صغيرة ومحوها من على الخريطة وتسليم قسط مهم منها لإيران وحزب الله كما فعلوا في العراق، من أجل تأديب الأسد والانتقام منه، أليس كذلك؟.
وطالما أن الأميركيين أدوات الله المقدسة، فيمكنهم أن ينقلوا انتقامهم الإلهي إلى مصر بعد أن يفرغوا من تأديب الأسد، خاصة أنكم يا فضيلة الشيخ قد سبق لكم من قبل أن دعوتم إلى القتال ضد الجيش المصري لأنه أزاح الرئيس الإخواني المقدس من الحكم.
وقياسا على هذه الفتوى القرضاوية، يمكن أن يقدس الايرانيون حروبهم هم أيضا ويتحولوا إلى أدوات انتقامية إلهية من البحرين والسعودية والامارات والكويت.
كنا نود ألا يسير الشيخ القرضاوي في هذا الطريق الذي يجلب عليه النقد، لأن رجال السياسة في كل زمان ومكان لا يجوز تقديسهم، حتى وإن كانوا من الإخوان (المسلمين)، لأنهم يكذبون على الناس في مواقف كثيرة، خاصة في الانتخابات، ولآن العلاقات الدولية وأعمال الحرب في ظل الصراع الدائر بين الدول وفي ظل المؤامرات التي تحاك في الخفاء لا مجال للربط بينها وبين الله والدين بأي نوع من الروابط.
إنكم لو استطعتم يا فضيلة الشيخ أن تقنعوا الدنيا بأن ما يقوم به الأميركيون في سوريا هو انتقام من الله، فلن تستطيعوا أن تقنعوها بأن مذابح إسرائيل في غزة ليست انتقاما من الله.
وفي النهاية يا فضيلة الشيخ لابد أن نستند إلى فتواكم التي سمعها العالم على شاشة الجزيرة، ونقول لكم إن ما قام به الجيش المصري ضد الاخوان المسلمين هو انتقام من الله أيضا، لأن الاخوان باعوا أنفسهم وحاولوا بيع مصر لأميركا.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1031



خدمات المحتوى


بثينة خليفة قاسم
بثينة خليفة قاسم

تقييم
7.13/10 (5 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى