صحيفة مدينة الحد الالكترونية
الخميس 25 أبريل 2024

جديد الصور
جديد المقالات
جديد البطاقات
جديد الجوال
جديد الأخبار
جديد الصوتيات




جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الأخبار

جديد الجوال

جديد الفيديو

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

16-08-13 05:42

العالم المتقدم ينأى بالطفولة والبراءة عن كل ما يشوه النفوس البريئة ويملأها بالعقد التي لا تنمحي وتظل تحكم تصرفات الأطفال طوال عمرهم، أما نحن فقد وصلنا لدرجة الأستاذية في بناء أطفال مكتئبين يكرهون كل شيء.
العالم المتقدم لا يمنع فقط استخدام الأطفال في أعمال العنف، ولكنه يمنع رؤية الأطفال للعنف والدماء في الأعمال الفنية والسينمائية، فتجد القائمين على الفيلم يضعون تنويها يطالب بإبعاد الأطفال لوجود مشاهد بها عنف أو دماء أو مشاهد جنسية، حتى لا يؤثر ذلك على نفوس هؤلاء ويملأهم بالعقد ويجعلهم ينظرون للعالم نظرة سوداء منذ البداية، لأنهم غير قادرين بعد على الفهم الكامل للأمور وهم في هذه السن الصغيرة.
أما نحن فلا مثيل لنا في التاريخ أو في العالم في الطريقة التي نتعامل بها مع أطفالنا ونملأ بها نفوسهم بالحقد والغل ونزرع في قلوبهم وعقولهم ضد الوطن وضد شركاء الوطن ونجعلهم يشعرون أن الوطن الذي يعيشون فيه مكان موحش كله خوف، ونقنعهم أن الشرطة قد شكلت لقتل المواطنين وليس لحمايتهم.
نحن باختصار نقدم لهم واقعا فظيعا، في الوقت الذي نرفض أن نقدم لهم الفظاعة في عمل فني، فما هذا البلاء؟.
بدلا من أن نفتح أبواب الأمل أمام أطفالنا ونعلمهم التسامح والعطاء وحب الوطن، نقول لهم عبارة أشد قبحا وسوءا من عبارة «اسحقوهم» التاريخية، نقول لهم بكل اطمئنان وشموخ: «قاتلك بين يديك».
«قاتلك بين يديك»، عمل فني طائفي ممتاز تفتقت عنه أذهان أعضاء اللجنة الفنية لنساء السنابس الشرقية وقدمنه كنشاط تربوي جديد لأطفال البحرين في شهر رمضان الكريم، يا للهول! إذا كان النساء يقلن لأطفالهن: «قاتلك بين يديك»، فماذا يقول الرجال؟.
النساء اللاتي يفترض أن يقدمن الحنان والرومانسية والدفء ويحكين لأطفالهن حكايات المحبة والعطاء والصدق والأمانة والعطف على الضعيف واحترام الكبير، أصبح لهن نشاط آخر وهو تأصيل القتل في نفوس الصغار بهذه الرسالة التي لا ترضي الله ولا ترضي كل من لديه انتماء وولاء لهذا البلد.
«قاتلك بين يديك»، رسالة مفادها أن ذلك الرجل شريكك في الوطن سوف يقتلك يوما، فاحرص أنت على قتله عندما تتهيأ لك الظروف!، ومفادها أنكم أيها الأطفال الصغار تعيشون في وطن الموت والدم وليس في وطن يحميكم ويحضنكم ويصنع منكم رجالا للمستقبل!.
عندما قرأت عن هذا النشاط الفني المبتكر تخيلت وكأن «ريا وسكينة» قد عادتا للحياة في السنابس الشرقية،فليس من المألوف وليس من المتوقع أن تصل نساء البحرين إلى هذه الشراسة الفكرية التي انتابت نساء السنابس الشرقية، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
كان هذا في شهر رمضان، شهر العطاء والتسامح وتنقية النفوس من الغل والحقد والحسد، فلك الله يا بحرين!.

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1065



خدمات المحتوى


بثينة خليفة قاسم
بثينة خليفة قاسم

تقييم
9.01/10 (10 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة مدينة الحد الالكترونية
جميع الحقوق محفوظة ل صحيفة مدينة الحد الالكترونية


الرئيسية |الصور |المقالات |البطاقات |الملفات |الجوال |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى