جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
25-07-13 01:20
تصريحات الشيخ علي سلمان العنترية الأخيرة ذكرتنا مجددا بالرواية العالمية الشهيرة “دون كيشوت” للكاتب الإسباني “ميجيل دي سرفانتس”، حيث كان بطل هذه الرواية يعيش أيضا في الوهم ويقوم بمعارك وهمية لا جدوى منها.
بطل هذه الرواية ولد بعد انتهاء عصر الفروسية، ولكنه بسبب قراءته للكتب القديمة وما فيها من بطولات يقوم بها الفرسان،انبهر الرجل بهذه البطولات وتمنى أن يصبح فارسا وظل أسيرا لهذه الأمنية إلى درجة أنه انتقل من الواقع إلى الوهم وقرر أن يعيش في عصر الفروسية الذي لا وجود له في الواقع، فارتدى زي الفرسان وأمسك برمح قديم وانخرط في معارك وهمية، فإذا رأى غبارا تثيره الأغنام يتخيل أنهم جنود الأعداء ويندفع؛ لكي يوسعهم قتلا بسيفه ورمحه، فيقوم رعاة الغنم برجمه بالحجارة حتى يحطموا أسنانه. ثم يرى طاحونة هواء، فيتخيل أنها شيطان له أذرع كبيرة، فيقوم بالهجوم على الطاحونة ويسدد له الضربات القوية برمحه، فتدور الطاحونة وتوقعه على الأرض، فتتكسر عظامه. وتتكرر هذه المعارك الوهمية ويضع دون كيشوت نفسه في مواجهة الخطر مرارا بسبب الوهم الذي يعيش فيه، والذي جعله لا يرى الواقع على حقيقته ولا يسمي الأشياء بأسمائها!
دون كيشوت البحرين الشيخ على سلمان قال في آخر تصريحاته المغرورة إنه سينزل للشارع حتى وإن تلقى الرصاص في صدره تحقيقا لمطالب “الشعب”! فأي شارع هذا الذي سينزل إليه الشيخ؟ وأي شعب هذا الذي يريد تحقيق مطالبه؟ هل هو شارع في إيران أو في بيروت أو في جنوب إفريقيا؟ ومن هو الشعب الذي فوضه لكي يتلقى الرصاص من أجله؟ ومن الذي سيطلق الرصاص الذي سيتلقاه الشيخ سلمان في صدره؟
كيف لرجل في هذه السن أن يحول نفسه إلى “دون كيشوت” ويعيش في الوهم إلى هذا الحد، رغم أن عهد الفرسان قد انتهى منذ زمن طويل.
الفرق بين دون كيشوت الموجود في رواية سرفانتس ودون كيشوت البحريني أن الأخير لم يرجمه الرعاة بالحجارة حتى الآن ولم تتكسر عظامه خلال معركة الطاحونة الوهمية ولم يستفق من وهمه بعد، على العكس من دون كيشوت الأول الذي استفاق من أوهامه في النهاية، وأيقن أن عهد الفروسية قد ولى ولم يعد هناك فائدة من المعارك الوهمية التي يمارسها.
ليس هناك رصاص يطلق على أحد في البحرين، وليس هناك قتل يمارس ضد أحد إلا من الإرهاب الأسود الذي يريد نشر الخراب في أرجاء البلاد، الإرهاب الأسود الذي يرعاه الشيخ سلمان بالكلمة والتأييد وترعاه بالمال دول يعرفها سلمان ويحترمها ويقتدي بها.
لو كنتم أوفياء لوطنكم ودينكم لواجهتم الإرهاب في الرفاع وفي غير الرفاع، لا نقول بصدوركم ولا بأيديكم، ولكن بأضعف الإيمان، بالكلمة الواضحة المخلصة لله والوطن.
فكفى خداعا وكفى حديثا باسم شعب لا يريد مخططاتكم ولا يشارككم في خططكم وأوهامكم، إنه الشعب البحريني الذي فهم أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد أمنه واستقراره ومستقبل أبنائه.
حفظ الله مملكة البحرين من كل سوء.
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|