جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
23-07-13 06:06
من أروع ما كتبه الروائي المعروف جورج أرويل رواية “مزرعة الحيوان”. هذه الرواية ستظل أساساً للتهكم على كل الذين يعلنون الثورة على أوضاع سيئة ويصنعون من أنفسهم أبطالاً ومدافعين عن حقوق الفقراء والمعدمين والمهمشين، وبعد أن ينجحوا في الوصول إلى أهدافهم وإزاحة الذين ثاروا ضدهم من المسؤولين عن شقاء الفقراء والمعدمين، يبدأون في الانحراف تدريجياً تحت ذرائع وحجج الخوف على المصلحة العليا للبلاد ويفسرون كل ما يقومون به برغبتهم في صيانة هذه المصلحة.
في هذه المسرحية قامت الحيوانات في مزرعة “مستر جونز” بثورة على بني البشر واستطاعت طرد مستر جونز إلى خارج المزرعة وتولت حكم نفسها بنفسها، وكان زعماء هذه الثورة هم الخنازير، وتم توزيع الأدوار على جميع الحيوانات (الرفاق) في المزرعة كل حسب إمكانياته، فكل رفيق من الدجاج مثلاً مطلوب منه ان يقدم بيضا للحكومة دون أن ينتقص منه شيئاً، وعليه ان يكون وفيا لشعارات الثورة ووفيا لقائد الثورة الرفيق نابليون، كبير الخنازير، وأن تعلن الدجاجة عن ولائها الدائم عندما تقوم بتقديم هذا البيض وتقول: “بتوجيهات من الرفيق نابليون قمت بوضع عدد كذا وكذا من البيض”، وهكذا تفعل كل رفيقة من البقر ومن المعيز، وغيرها.. وكل يؤدي ما عليه ويتساوى الجميع في توزيع الخيرات التي تعود عليهم من هذه المزرعة.
وتطورت الأوضاع بعد نجاح الثورة، وبدأ الثوار – مدفوعون بدوافع أخلاقية - السعي إلى تصدير الثورة إلى المزارع المجاورة لرفع الظلم والتعاسة عن بقية الحيوانات. غير أن الأمور بدأت تتغير بالتدريج حيث بدأت الخنازير (حكام هذه المزرعة) بدأت تختص نفسها بتناول بعض الأطعمة الجيدة دون بقية الحيوانات وراحت تأكل البيض وتشرب اللبن. وعندما بدأت بقية الحيوانات تستفسر عن ذلك، قال الرفاق الخنازير إنهم يفعلون ذلك من أجل المصلحة العليا للبلاد، لأنهم بتناولهم البيض واللبن ستتحسن صحتهم وبالتالي يستطيعون التفكير بشكل جيد من أجل إسعاد بقية الحيوانات.
وظلت الخنازير تختص نفسها بألوان من الترفيه والمتعة حتى وصلت إلى درجة من النعومة والرفاهية إلى الدرجة التي جعلت بقية الحيوانات لا تستطيع أن تفرق بينها وبين البشر لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون.
وهكذا – عزيزي القارئ - تنتهي الكثير من الأفكار الجميلة والحالمة التي تسعى إلى إسعاد البشر على أيدي أصحاب هذه الأفكار أنفسهم.
دائماً أتذكر هذه الرواية الجميلة التي تنتقد الشيوعية، رغم أن الشيوعية قد ماتت منذ زمن، ربما لأن كثيرا من البشر في عالمنا العربي دائماً يذكرونني بها.
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|