جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
21-07-13 06:23
يومان أو ليلتان تفصلنا عن ليلة “القرقاعون”.. هذا المهرجان الطفولي الضارب في أعماق التاريخ، والذي كان لفترة وجيزة أحد مميزات شهر رمضان المبارك، مثله مثل “المسحر” وألعاب “الصعقير” و”الخشيشة” وغيرها من الألعاب التي تتزامن مع إطلالة الشهر الفضيل. لكن كل تلك المظاهر – للأسف – اختفت أو كادت أن تختفي من هذا الشهر العظيم.. “فالقرقاعون” أصبحنا لا نراه إلا في بعض الجمعيات الاجتماعية التي تحتفي به لمجرد التذكير لا غير.. فلم يعد الأطفال يخرجون ليلتي الرابع عشر والخامس عشر من رمضان للاحتفال “بالقرقاعون”.. و”المسحر” أصبح تراثا منسيا، وإن كان بعض الشباب قد طوروه هذه السنين الأخيرة وأصبحوا يخرجون مع طبولهم في سيارات “بيك أب” وهم يصدحون ببعض الأغاني، أما الألعاب الشعبية في ليالي رمضان فقد اختفت تماما بعد أن اعتاد الأطفال الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر ساعات تلو ساعات، ولم يعد الأهالي يحبذون أن يخرج أطفالهم في ليالي رمضان خوفا عليهم من حوادث السيارات أو من أشقياء الشوارع من الشباب.
مازلت أتذكر كيف كنا ونحن أطفال نستعد لليالي القرقاعون.. فقد كانت الوالدة - رحمها الله - تخيط لنا أكياس “القرقاعون” التي نعلقها على صدورنا ونحن نذرع الأحياء والفرجان، ولا نعود آخر الليل إلا وامتلأت بالجوز واللوز والنخي والحلويات والنقل وغيرها من المكسرات.
وكنا قبل مجيء الشهر الفضيل نبحث عن بعض جلود الحيوانات المذبوحة وننظفها من أوساخها وشعرها لنصنع منها طبولا وطارات “القرقاعون”.. وكان البعض منا خاصة من هم أكبر منا سناً من الشباب يعدون “الفريسة” - وهي مصغر لكلمة الفرس - والتي تصنع من الجريد على شكل سرير الطفل “المنز” وتغطى بأقمشة من ألوان زاهية ويدخل فيها أحد الشباب وهو يتمايل بها يمنة ويسرة على أنغام “شيلات” القرقاعون، فإذا ما اقتربت “الفريسة” من جموع الأطفال هربوا من أمامها في منظر محبب إلى النفس ويبث فيها الفرح والسرور.
ومازلت أتذكر بعض الشيلات “القرقاعونية” التي نصدح بها ونحن نطرق أبواب المنازل والبيوت: “يا شفيع الأمة.. سلم ولدهم لامه.. ويجيب المكدة ويحطها في جم امه” و”ياكراكيشو حلاوات على النبي صلوات” أما الفتيات الصغار فكانت لهن شيلاتهن القرقاعونية الخاصة بهن: “قرقاعون انقرنقيعون.. عادت عليكم أوه يا الصيام.. عطونه الله يعطيكم بيت مكة يوديكم.. قرقاعون.. عطونه نخي وكنار عسى ما تمسكم النار.. قرقاعون” عطونه حنة ومنة عسى تروحون الجنة.. قرقاعون”.
هذه بعض الذكريات البعيدة عن القرقاعون، وكل قرقاعون وأطفالنا وأحبابنا بخير وصحة وعافية.
|
خدمات المحتوى
|
احمد زمان
تقييم
|
|
|