حتى قدوم شهر رمضان الكريم لم يمنع النظام السوري من ذبح السوريين، فحمص تحترق ولا يجد أهلها طعاما ولا شرابا، والعالم لا يفعل شيئا ملموسا على الأرض!.
ما الذي يمكن أن يوقف نظاما دمويا يحارب معركة وجود مع شعبه، طالما أن دولا معينة تمده بالسلاح والعتاد، ودولا أخرى ترسل الجنود ليحاربوا إلى جواره؟.
المعركة بين الأسد وجيشه وشبيحته من ناحية وبين المقاومة السورية من ناحية ثانية هي معركة وجود لا محالة، فالأسد يدافع عن رقبته، لأنه يعلم أنه سيقتل أو يعدم يوما جراء ما اقترفت يداه، وبالتالي فسوف يقتل ويقتل حتى وإن سقط نصف الشعب السوري.
فما الذي يفعله المجتمع الدولي سوى الكلام؟ ولماذا لا يتم إمداد المقاومة السورية بالسلاح؟ يبدو أن هناك من يريد للوضع السوري أن يدوم على هذا الحال حتى يتم تقسيم سورية إلى دويلتين أو ثلاث؟.
المجتمع الدولي يتعلل في عدم تسليحه للشعب السوري المقهور بالخوف من إمكانية وصول السلاح إلى أيدي الجماعات الإرهابية، وهذه حجة واهية، خاصة أن السلاح والرجال والمساعدات تتدفق على الأسد وجيشه!.
الأمير سعود الفيصل طالب خلال اجتماع الدورة الـ 23 للمجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، بالتعامل مع هذه الحقائق والأوضاع والتداعيات المؤسفة بشكل مختلف، وأضاف أن المسعى للتوصل إلى إنهاء الأزمة في سوريا لن يُكتب له النجاح إذا لم تحسم بعض الأمور بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض وبصورة قاطعة لا مجال فيها للمراوغات والمناورات.
فما هو الشكل المختلف الذي يمكن لنا نحن العرب التعامل به مع هذه المأساة التي طالت؟ هل بإمكاننا أن نمارس ضغطا على المجتمع الدولي لمنع تصدير السلاح للنظام السوري؟ وحتى لو نجحنا مع دول كثيرة، هل سننجح في الضغط على روسيا أو إقناعها بوقف مد الأسد بالسلاح؟.
هل يمكن لنا أن نضغط على لبنان لمنع هذا الحزب المجرم الذي يعيش على أراضيها من قتل الشعب السوري المسلم؟ وإذا كنا نستطيع أن نحمل لبنان كدولة ذات سيادة مسؤولية جرائم حزب الشيطان التي يرتكبها ضد أطفال ونساء سوريا، فهل لبنان نفسه يستطيع أن يفعل شيئا مع هذا الحزب الذي يشكل دولة داخل دولة؟.
إذا كانت هناك إجابات لهذه الأسئلة يمكننا أن نحدد إلى أي مدى يمكن أن تطول محنة الشعب السوري الذي دفع ثمنا باهظا للحصول على حريته.