جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
09-07-13 02:04
حكاية رجل الاستخبارات الأميركية السابق “إدوارد سنودن” تبين لنا إلى أي مدى الولايات المتحدة الأميركية دولة تستطيع أن تفعل ما تريد وتستطيع أن تضع التعريف التي تريده للشيء الذي تريده، تماما كما قال سقراط “القوي يعرف الحق”.
صحيح أن هذا الرجل متهم بالتجسس في بلده وهي تهمة خطيرة بالنسبة لأي إنسان عندما يكون التجسس ضد بلده وليس لصالحه، ولا يمكن لأحد أن يلوم على دولة تقوم بملاحقة أحد مواطنيها بسبب هذه التهمة حتى وإن أدت الملاحقة إلى امتناع عشرات الدول عن منحه حق اللجوء على أراضيها كما حدث بالفعل مع هذا الرجل.
ولكننا لا نرى الولايات المتحدة دائما كذلك، فنحن نرى السلوك الأميركي يختلف تماما عندما يتعلق الأمر بآخرين خاصة إذا كان هؤلاء الآخرون من دول عربية.
فلو أن رجلا بحرينيا أو عربيا اتهم في بلده بتسريب معلومات خطيرة أو بالتجسس لصالح دولة أجنبية أو بالضلوع في مخطط إرهابي، سنجد الولايات المتحدة ترفع شعارات حقوق الانسان وتدافع عن ذلك الشخص وتقوم بالضغط على سلطات الدولة لكي تقول للعالم إنها حامية حقوق المظلومين.
الولايات المتحدة لا تعطي تعريفا ثابتا لأي قضية ولا تتخذ موقفا ثابتا من أي دولة أو حزب أو طائفة أو جماعة،وهذا أكثر شيء يسيء إلى صورتها في العالم.
فقبل أعوام، وبالتحديد في عام 2006 حاصرت حركة حماس الفائزة في الانتخابات الفلسطينية وجعلت العالم كله يحاصرها حتى أفشلتها في إدارة الدولة الفلسطينية؛ إلى أن تمت إقالتها من قبل الرئيس الفلسطيني وترتب على ذلك استقلالها بغزة.
وفي العام 2011 رأينا الولايات المتحدة تنفق ملايين الدولارات على جماعة الإخوان المسلمين في مصر لكي تصعد بهم إلى الحكم، رغم أن حماس والإخوان شيء واحد تقريبا، فما معنى هذا؟
معنى هذا أن الولايات المتحدة لا تعرف سوى مصالحها فقط، حتى وإن تعارضت سياساتها في مواقف كثيرة مع شعاراتها التي ترفعها، فهي تارة تتحدث باسم الديمقراطية وتارة تنقلب على الديمقراطية مستندة إلى مبررات أخرى.
تلك المصلحة هي التي جعلت الرئيس الأميركي أوباما يتخذ موقفا معاديا للشعب المصري الذي خرج عن بكرة أبيه ليقول لا لحكم الإخوان المسلمين، فالولايات المتحدة اتفقت مع الإخوان المسلمين من قبل سقوط نظام حسني مبارك وبنت إستراتيجيتها لسنوات قادمة على أساس أن الإخوان المسلمين باقين في الحكم لسنوات قادمة، ولكن هذا لم يحدث، وكان الموقف الأميركي الذي أغضب الشعب المصري كله، وهو موقف لن يتغير إلا إذا تأكدت أن مصالحها مصونة في ظل النظام القادم في مصر.
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|