جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
07-07-13 05:47
كلما اقترب شهر رمضان المبارك، تعن في ذاكرتي ومخيلتي ذكريات “رمضان لوّل” عندما كنت طفلا صغيرا قبل حوالي ستين عاما من الآن. وهي ذكريات لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، لأنها ترتبط بضيف قادم عزيز كنا نفرح له نحن الصغار قبل الكبار.
كنا ندرك اقتراب الشهر الفضيل من “خرخشة” المنزل، فالوالد رحمه الله كان يملأ المطبخ بـ “عدة” رمضان من أرز وحب “هريس” و”طحين ساكو” و”نشا” وطحين “لقيمات” ودهن وغيرها من مستلزمات رمضان.. والوالدة رحمها الله كانت تشمر عن ساعديها استعدادا للشهر الكريم، فطحن حب الهريس يحتاج إلى وقت وصبر، وترتيب المطبخ وتجهيز قدوره وأوانيه تتطلب التصفير والتلميع.. وكنا نحن الأطفال ندرك اقتراب الشهر الفضيل من نداءات صفار القدور الذي يذرع الأحياء والفرجان وهو يصيح “صفار جدور.. صفار جدور” فقد كانت معظم قدور الهريس والأرز من النحاس الذي يتعرض للصدأ، ومن الضرورة بمكان صنفرتها وتنظيفها وإجلاء الصدأ عنها وإلا تعرض أهل المنزل للتسمم والمرض.
كان أحلى شيء عندنا نحن الأطفال هو عندما يرسلنا أهلونا لسماع صوت أذان المغرب حيث لم تكن المساجد آنذاك بها كهرباء أو مكبرات للصوت.. وكان خالي العزيز عبدالله بن محمد البنزايد – عافاه الله وشافاه – هو مؤذن مسجد المسلم، وكان يذهب ليقف على ساحل مدينة الحد الغربي ليتابع غروب الشمس، وما إن تغيب حتى يأتي مسرعا ليؤذن لصلاة المغرب، فننطلق نحن الأطفال إلى منازلنا ونحن نردد “أذن.. أذن يا المذن.. ترى الصيام يواعة” ليبدأ الجميع في التهام ما لذ وطاب من طعام وشراب، شاكرين الله على أن من عليهم بنعمة الصيام والقيام.
كانت ليالي رمضان بالنسبة لنا نحن الأطفال هي السعادة الحقيقية، فأهلونا الذين يمنعوننا من الخروج في الليل طوال شهور السنة، كانوا يسمحون لنا بالخروج في شهر رمضان لمشاركتهم في صلاة التراويح التي كانت عشرين ركعة في جميع المساجد حينذاك، ومن ثم نبدأ في اللعب مع أقراننا الأطفال.. وكانت أهم لعبة لدينا خلال ليالي الشهر الكريم لعبة “الصعكير” و”الخشيشة” التي يكثر فيها الجري والاختباء والتسابق حتى يفوز في النهاية فريق على الفريق الآخر.. بينما كانت الفتيات يلعبن في ليالي رمضان لعبة “الخبصة” و”اللقفة” و”السكينة”.
وكان الشيء الجميل في رمضان وقبل الفطور هو تبادل الأكلات الرمضانية بين البيوت والمنازل فكانت صحون الهريس والمحلبية والجلي والثريد والخبيص والساكو تتنقل من منزل لآخر، وكان من عادات الوجهاء والمحسنين المحببة فتح مجالسهم طوال شهر رمضان المبارك لتفطير الفقراء والمعوزين من الصائمين.. وهي العادة التي كادت أن تختفي اليوم بعد أن قامت الجمعيات والصناديق الخيرية بإعداد موائد رمضان في العديد من المساجد.. وكانت الزيارات الأخوية للمجالس تمتد إلى ما قبل السحور لتبادل التهاني والأحاديث وأكل “الغبكات” اللذيذة طوال ليالي رمضان المبارك.
هذه بعض الذكريات الجميلة التي مازالت عالقة بالذهن عن “رمضان لوّل”.. تقبل الله منا جميعا صيامه وقيامه.. وكل رمضان والجميع بألف خير.
|
خدمات المحتوى
|
احمد زمان
تقييم
|
|
|