جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
01-07-13 09:26
كنا نقول ومازلنا إن “مصر هي أم الدنيا” هي أم دنيا العرب، وإنه إذا ما سقطت مصر سقطت الأمة العربية، وإذا هزمت مصر هزم كل العرب.. وإذا قرأنا التاريخ وتمعنّا في فواصله فإننا سنجد أن مصر كانت على مر حقب التاريخ هي السد المنيع والجدار العظيم الذي تحطمت على أبوابه جحافل الغزاة من صليبيين ومغول ومستعمرين، ولذلك حاول الغرب أن يزرع إسرائيل في قلب الأمة العربية وعلى حدود مصر حتى لا يخرج المارد المصري من قمقمه ليعيد للعرب أمجادهم وأحلامهم.. ومن هنا كانت حروب إسرائيل ومن ورائها دول الغرب والاستعمار هي في الأساس ضد مصر سواء في حرب 1967 التي انتصرت فيها إسرائيل وابتلعت إثرها شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان والقدس الغربية.. ولذلك حاول الغرب أن يخرج مصر من المعادلة السياسية العربية وذلك بتوقيعها على معاهدات الاستسلام كمعاهدة كامب ديفيد في عهد الرئيس الراحل أنور السادات وغيرها من المعاهدات التي أجبرت مصر على الاعتراف بإسرائيل وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها. كما أن حرب اكتوبر في عام 1973 التي أعادت شيئا من العزة لمصر وللعرب اخترقت نتائجها بالمزيد من التوقيعات على معاهدات الاستسلام المذلة التي أعقبتها.
وما يحدث اليوم في مصر بعد نجاح الثورة فيها، وسقوط نظام حسني مبارك يأتي في هذا السياق، وهو زعزعة الأمن والاستقرار في مصر خاصة بعد أن تولى الرئيس الدكتور محمد مرسي سدة الحكم فيها بعد انتخابات نزيهة وعادلة.. اعترف بنزاهتها وصحتها الغريب قبل القريب.
والمصيبة في مصر أن الذين تركوا الرئيس السابق حسني مبارك يحكم مصر هو وأبناؤه وحاشيته سنين طويلة ويستأثر هو ومن في معيته بخيرات مصر وأموالها، لم يصبروا على حكم الرئيس الحالي الدكتور محمد مرسي ولا عاما واحدا، وأخذوا يثيرون عليه المحن والإحن في زوابع متتالية في وجهه، ولم يتركوا له فرصة لالتقاط أنفاسه، وحاولوا ولا يزالون جرجرته إلى مستنقع العنف، هؤلاء عليهم أن يتقوا الله في مصر وشعبها الذي سيدفع الثمن من دماء وعرق أبنائه. ويكفي ما عاناه تنظيم الإخوان المسلمين في مصر على مدى أكثر من ثمانين عاما من ظلم واضطهاد منذ أن أسس هذا الحزب المرحوم الشهيد حسن البنا في نهاية العشرينات من القرن الماضي، فلماذا لا تترك له الفرصة ليحكم مصر بعد أن أوصلته صناديق الاقتراع إلى سدة الحكم. أليست هذه هي الديمقراطية التي طالب بها الشعب المصري وثار من أجلها؟!.
ففلول النظام السابق والاستعمار من ورائهم لم ولن يرضيهم أن ينجح حكم إسلامي في مصر أو غيرها من الدول العربية والإسلامية، ولذلك فإنهم ومنذ نجاح الثورة وهم يحاولون بكل السبل والإمكانيات تقويض الثورة وزعزعة السلام الاجتماعي وشق الشعب المصري إلى موالاة ومعارضة للنظام الحالي.. ومن هنا جاءت الدعوات الأخيرة لقوى المعارضة وفلول النظام السابق بالخروج والعصيان في مظاهرات صاخبة بهدف إسقاط النظام. ولا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى إلى أين ستؤول الأمور في مصر بعد مظاهرات الأمس، لكن ما نعرفه ونحن متأكدون منه أن الشعب المصري العظيم الذي استطاع دحر المؤامرات التي تعرض لها على مر التاريخ سوف يخرج منتصرا من هذه المحنة، وسوف يكتشف العالم أجمع أن الله سبحانه وتعالى مع الحق ومع الشرعية ومع أنصاره المؤمنين.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
|
خدمات المحتوى
|
احمد زمان
تقييم
|
|
|