جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الأخبار
جديد الجوال
جديد الفيديو
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
|
20-06-13 07:29
الزيارة التي قام بها وفد الطائفيين البحرينيين إلى جنوب أفريقيا هي زيارة تفوح منها رائحة الخيانة،والتصريحات التي أطلقها علي سلمان تعليقا عليها ونشرتها وكالة الأنباء الفارسية هي تصريحات يجب أن يخجل منها من قالها ومن نشرها.
لا يوجد تشابه بين جنوب أفريقيا في عهدها العنصري وبين البحرين إلا في عقول أعداء البحرين وشعبها،والذي يحاول عقد هذه المقارنة هو إنسان فاقد للوطنية والولاء لهذا الوطن.
نخشى أن يذهب رجال الشيخ علي سلمان المرة القادمة إلى قبائل الهوتو والتوتسي لكي يقارنوا أيضا بين جثث البحرينيين التي يتم إلقاؤها في مياه الخليج من جراء التطهير العرقي الذي يمارس ضد القبائل المضطهدة التي ينتمي إليها الشيخ علي سلمان ومن معه ممن يعانون من سياسة الفصل العنصري في البحرين، وبين جثث الهوتو والتوتسي التي كانت تلقى في نهر النيل خلال الحرب الأهلية التي أسقطت أعدادا هائلة من أبناء هاتين القبيلتين.
كل شيء جائز طالما أن الشيخ سلمان يتهم الدولة البحرينية بالتمييز العنصري ويقارن بين وضع جمعية الوفاق وأنصارها وبين ضحايا سياسة «الأبارتيد» التي مورست في جنوب أفريقيا في فترة حكم البيض.
الشيخ علي سلمان دائما يلجأ للمغالطات ويلجأ للتغليف الجيد في تسويق البضاعة الرديئة، فهو يقول في تصريحاته لوكالة الأنباء الإيرانية (فارس) إن إثارة الحرب الطائفية جريمة، ثم تجد أن المسافة بعيدة جدا بين هذه الجملة الديكورية وبين مضمون حديثه الذي نشرته الوكالة والذي يعد من أسوأ البضاعات التي يقوم الشيخ بتسويقها خلال رحلته الساعية إلى تشويه الوطن.
إن من براعة الشيخ في الصياغة والتغليف قيامه بوضع هذا الاتهام الذي يوجهه ظلما للدولة التي يحمل جنسيتها على ألسنة الجنوب-أفريقيين الذين قابلهم رجاله هناك وقالوا لهم ما أرادوا قوله من ادعاءات لا أساس لها ولا دليل عليها، ثم جاء دوره بعد ذلك ليتخذ من عباراتهم التي جاملوا بها وفد الطائفيين البحرينيين وتمنياتهم الطيبة له ولجماعته شهادات على صدق قضيته وعلى التمييز العنصري الذي يتعرض له في البحرين.
أية قيمة يا علي سلمان لشهادة أو تصريحات قمتم بوضعها على ألسنة الذين استضافوا وفدكم في جنوب أفريقيا؟ هل تستخدم مجاملة مستضيفيك كأداة لتشويه بلدك وخلق الصورة الرديئة التي تريدها ويريدها من قبلك أصحاب الوكالة الإيرانية التي نشرت المغالطات وضخمت ما لا يجوز تضخيمه.
العنصرية ليست في البحرين يا شيخ سلمان، ولكن العنصرية تعيش في عقول الذين يرفضون الاندماج في الدولة البحرينية ويصرون على الطائفية وإعلاء الطائفية فوق الوطن والعيش في ضلالات الماضي من خلال ممارسة السيطرة على عقول طائفة معينة وجعلها تشعر دوما بالاضطهاد وتشعر بأنها «الآخر» (بفتح الخاء) في الدول التي تعيش فيها لأن هذا الإحساس هو أعم عنصر يمنعها من الاندماج مع شركاء الوطن.
فكربلاء دائما موجودة ودائما يقوم سلمان وزعماء الحركة الطائفية المستفيدون بالعطايا والحماية بإنعاشها في العقول واختراع كربلاءات عديدة وبأسماء مختلفة (كان آخرها الأبارتيد) لتظل الأحوال على ما هي عليه.
الذي يقول إن البحرين تمارس التمييز العنصري هو أكبر داع للحرب الطائفية، فكيف نصدق جملة الشيخ التي حاول أن يزين بها بضاعته المسمومة عندما قال إن «إثارة الحرب الطائفية جريمة».
|
خدمات المحتوى
|
بثينة خليفة قاسم
تقييم
|
|
|